بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

من رحم التقنين تولد المصائب..الظلام أب روحي لطيور ليل امتهنت سرقة النحاس في الساحل

السبت 08-04-2017 - نشر 8 سنة - 5896 قراءة

صاحبة الجلالة _ خاص

كما تنتج الحروب أزمات اقتصادية ومعيشية وأمنية فإنها بذات الوقت تفرز ظواهر وممارسات غريبة يستغلها الساعون للثراء وتجار الحروب ليزيدوا من معاناة الناس وفقرهم ..ففي خضم سنوات الحرب الست في سورية اختلفت أساليب الاستغلال والمتاجرة  والضحية واحدة "المواطن"  فبعد استغلال ازمات المازوت والغاز والخبز وما خرج من رحمها من تجار جاءت أزمة الكهرباء لتضيف عبء جديد على المواطن غير الساعات الطويلة للتقنين وإنما باستغلال متربصي الأزمة لوقت التقنين لبدء تجارة جديدة ابتكروها منذ بداية الأزمة وطوروها حتى باتت اليوم ظاهرة تهدد البنية التحتية لقطاع الكهرباء في سورية.

تجارة النحاس وتوسّع تجارة الكابلات النحاسية مؤخراً وفر أسواق مخصصة لها في ظل انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ شبه دائم في محافظة اللاذقية كغيرها من المحافظات الأخرى والتي تصل إلى 6 ساعات تقنين اضافة إلى غلاء المادة وإمكانية صهرها وبيعها بأشكالٍ مختلفة ما يسهّل دخول الملايين لجيوب “سُرّاق المعدن الأصفر”.

لو كان نحاساً لسرقته.. شعار رفعه سارقو النحاس في اللاذقية وجبلة على شبكات الكهرباء والهاتف وكل ما يخطر في بالهم بأنه يحتوي على النحاس، حيث  استفاق منذ أيام أصحاب بعض المحلات في المنطقة الصناعية باللاذقية على سرقات بالجملة لمحلاتهم التي تحتوي على شبكات كهرباء مكونة من النحاس.

وهذه الحادثة ليست جديدة حيث عانت منطقة القطيلبية التابعة لمدينة جبلة وقرى منجيلا وعين التينة والمزيرعة والقريمانية والشقيرية التابعة للحفة وقرى الجوبة والفاخورة التابعة للقرداحة وعين البيضا ومشقيتا وغيرها، ..من ظاهرة سرقة النحاس، الأمر الذي بات يؤرق حياة المواطنين القاطنين في تلك المناطق من مجموعة أخذت من سرقة شبكات الكهرباء سبيلاً لتجارة قد تجعل منهم أصحاب مال إضافة إلى تقنين الكهرباء الذي لا تعرف عقارب الساعة له موعداً دقيقاً. فتقنين  وزارة الكهرباء وقلة أخلاق السارقين جعل الأهالي يعيشون في ظلام دامس ومن سرقة النحاس حديثاً مشتركاً يضيفونه إلى أحاديث معاناتهم اليومية الكثيرة.

أهالي قرية "مليو" المترامية الأطراف والتابعة لمنطقة "الحفة" إحدى القرى التي عانت من جور تلك العصابة  التي اتخذت مواعيد تقنين الكهرباء فرصة لجشعها وسرقة خزان الكهرباء أكثر من مرة وبفترات متقاربة، حيث لم تثنها عواصف الشتاء القارس  عن السرقة.

يقول أحد سكان القرية: تعرض خزان الكهرباء في القرية للسرقة أكثر من مرة رغم وجوده على الطريق العام وقربه من بعض المنازل فيها، وحدث أن سُرق ثلاث مرات خلال شهر واحد إضافة إلى سرقات متفرقة في الصيف والشتاء، وكنا بعد كل سرقة نكتشف أن السرقة تمت في توقيت التقنين وكانت تمضي القرية وقتاً طويلاً بلا كهرباء ظناً منا أنه عطل أو تقنين وبعد أن يتم التواصل مع ورشة الكهرباء ومجيئهم لمعاينة العطل يقومون بإخبارنا أنه هناك من قام بسرقة الكابلات التي تتكون من النحاس.

ويضيف ..كنا نسمع في بعض الأحيان وبعد منتصف الليل صوتاً منبعثا من الخزان وكنا نشاهد أيضا سيارة تسير ببطء ونور خافت وبدقائق يكونون قد أنهوا سرقتهم المخزية حيث لم يجرؤ أحد من أهالي القرية على مواجهتهم بمفرده فمن يسوغ لنفسه السرقة يسوغ لها ارتكاب جريمة قتل كما أن شبكة الهاتف لم تسلم منهم.

ويقول مصدر مسؤول في مديرية كهرباء الحفة لصاحبة الجلالة: نتلقى منذ خمس سنوات بشكل شبه يومي من قرى كثيرة تابعة لمنطقة الحفة شكاوى الأهالي بخصوص سرقة خزانات الكهرباء التي تغذي قراهم مما يشكل أعباء إضافية لمؤسسة الكهرباء من الناحية المادية ويستنزف جهود عمال الكهرباء، حيث يقوم هؤلاء السارقون بسرقة شبكات نحاسية وكابلات (كابلات ارتباط وكابلات تغذية)، وتذويب غلافها البلاستيكي وعزل النحاس عنها وبيعه بسعر زهيد، ونحن كمؤسسة نقوم بإرسال ورشاتنا بعد إبلاغنا بإنقطاع الكهرباء المتواصل، وقد اتبعنا مؤخرا تركيب كابلات جديدة  مصنوعة من الألمنيوم بمقاطع أكبر كحلول بديلة والتي قد تحد من السرقة فهم عندما يرونه مصنوعا من الألمنيوم يتركونه.

ويوضح المصدر أنهم يستهدفون خزانات الكهرباء في كل مكان ومهما كان موقعها بعيداً أو قريباً من المناطق المأهولة بالسكان ولا يهتمون بتخريب محولة كلفت الدولة عشرات الملايين ليحصلوا على بعض النحاس ويبيعونه بالآلاف.. فكل  يوم هناك سرقة جديدة وحال قرى اللاذقية وبعض أحيائها أصبح واحداً.

وما بين تقنين كهربائي لا يجد للنور سبيلا ..وأشخاص لا يقلون عن "داعش" إرهابا وإجراما ..يبقى السؤال ..إلى متى سيبقى المواطن "المعتر" هو الضحية بكل شيء .. ومتى ستتحرك الجهات المعنية لإيقاف هؤلاء المخربين ولاسيما أن الحوادث تتم في مناطق آمنة يفترض أن تكون سلطة القانون عليها هي السائدة.

   


أخبار ذات صلة

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

دمشق تحصل على 400 ألف ليتر مازوت والحاجة 700 ألف ليتر وتتزود بـ600 ألف ليتر بنزين وحاجتها مليون ليتر

مصدر رسمي : ورود شحنة جديدة من الغاز.. والمواطن سيلمس تحسناً واضحاً قريباً

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

وزير السياحة : قانون جديد لاتحاد غرف السياحة تحت قبة «الشعب» قريباً ..

التشريعات الصادرة تطور من آليات العمل السياحي

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

المركزي للمصارف: تأكدوا من تغذية الحسابات (الإلكترونية) قبل استصدار شيك تمويل المستوردات …

الحلاق : إثارة الانتباه لحالات يحدث فيها خلل من جهة سحب التغذية من حساب تمويل المستوردات

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

وداعاً للصاقات.. (QR) لحماية الشهادات الجامعية اعتباراً من اليوم …

رئيس جامعة : 35 ألف طالب يتخرج سنوياً … الآلية الجديدة بمستوى أمان أعلى وتوفر سنوياً نصف مليار ليرة