المال يحكم دائمًا
بمجرد التفكير في أي شيء يقف أمامك عائقًا، هو المال، إذا كنت تريد إنشاء عمل خاص بك تحتاج المال، وإذا كنت تريد الهجرة تحتاج المال، وإذا كنت تريد الزواج تحتاج المال، وهكذا.
إذن نستنتج أن المال يستطيع فعل أي شيء!
فمثلًا، في عالم كرة القدم، استطاع رجال الأعمال مالكو الأندية حصر عدد الأندية، فمثلًا كنا قديمًا في مصر نسمع عن أندية، مثل الترسانة، والمقاولين العرب، والإسماعيلي، وغزل المحلة، الآن لا نسمع إلا الأهلي والزمالك، كذلك الأمر في دول مثل إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا.
فمثلًا في إنجلترا كان يوجد العديد والعديد من الأندية يستطيعون الفوز بالبطولات، وهذا كان حلمًا مشروعًا لأي فريق مشارك في الدوري، ولكن هذه الأيام لا يخرج لقب الدوري عن الأسماء المعروفة، وهذا لعدة أسباب، أهمها: أن الأندية الصغيرة قد استنفدت كل شيء!
لا يوجد لاعبون قادرون على تحقيق البطولات؛ لأن اللاعبيين أصحاب الطموح اختاروا أن يضربوا عصفورين بحجر البحث عن الأموال والبطولات، ورأينا أندية عديدة كانت تعرف بقوتها كفريق أمثال نيوكاسيل يونايتد وأستون فيلا… إلخ، ولكن سرعان ما اختفت هذه الأندية، وأصبحت تصارع على الرجوع مرة أخرى بالدوري الممتاز بعد أن استبعدوا للدوري الشامبيونتشيب، واقتصر الدوري الإنجليزي فقط على أندية، مثل مانشستر ستي وتشلسي توتنهام، باستثناء الموسم الماضي الذي حقق فيه لستر ستي المستحيل، وفازوا باللقب وسط غيبة من عمالقة الدوري، والذين يصارعون الآن للبقاء في الدوري الممتاز، وعدم الإقصاء إلى دوري الشامبيونتشيب.
أما عن إسبانيا، فالصراع دائمًا بين ريال مدريد وبرشلونة والمنضم حديثًا والذي يصارع من بعيد أتلتكو مدريد، لو أخذنا مثالًا عن اللاعب خايمس رودريجيز الذي تألق في مونديال ٢٠١٤ البرازيل، فور انتهاء المونديال كان موقعًا لريال مدريد، المعنى في كلامي أن هذه الأندية تستطيع شراء أي لاعب مهما كان اسمه ما دام لدي المال. وأصبح اللاعبيو حكرًا في أندية ريال مدريد وبرشلونة.
كذلك الأمر في إيطاليا يوفنتوس الذي أحتكر لقب الإسكوديتو لخمس مرات متتالية، وها هو يقترب من السادسة، على الرغم من التنوع الذي كنا نراه في الكالتشو، إلا أنه بمجرد اعتزال اللاعبيين وإفلاس خزائن بعض الأندية، مثل إنترناشيونال وميلان، أصبحوا في طي النسيان عن البطولات، و أصبح اليوفينتوس هو الحاصل الرسمي والمعروف مسبقًا على جميع بطولات إيطاليا، سواء كانت لقب كأس أو إسكوديتو.
أما الصراع في فرنسا هو صراع ميت، بعد أن كانت فرنسا معروفة ومعهودة بأندية، مثل اوليمبيك ليوني ومارسيليا أصبح الصراع أحادي من قبل فريق باريس سانجرميان، ولكن يحدث شيء مثل الذي حدث في إنجلترا العام الماضي، وأصبح موناكو العائد بشبابه قريبًا من التتويج ببطولة الدوري والوصول بعيدًا في بطولة دوري الابطال.
أما عن ألمانيا فأيضًا الصراع أحادي من قبل فريق البافاري بايرن ميونخ المسيطر على شتى البطولات الألمانية في ظل صراع بروسيا دورتموند في الظهور بشخصية البطل، ولكن دائمًا ما يجدون صعوبة نتيجة ضعف الخزينة وضعف الموارد البشرية في الفريق. و خصوصًا أن البافاري دائمًا ما يستولي على أبطال بروسيا دورتموند أمثال روبرت ليفاندوسكي وماريو جوتزه الذي عاد مرة أخرى إلى بروسيا.
المقصود من كلامي أن المال احتكر كل شيء، ليس فقط في مجال كرة القدم، بل في شتي المجالات في العالم، كان بإمكاننا مشاهدة عدد من الأندية عوضًا عن مشاهدة نادي واحد فقط يتوج كل عام. وهذا التنوع هو شيء ليس به عيب. اختلاف الأذواق شيء مطلوب؛ كي تستمر الحياة.
"ساسة"