اعتداء بالضرب على نساء عاملات في ريف السويداء الجنوبي
صاحبة الجلالة_ ضياء الصحناوي
كادت مجموعة من الشبان الخارجين عن التقاليد والأخلاق يحولون الأرض الخضراء إلى بقعة كبيرة من الدماء في قرية قيصما الواقعة في المقرن الجنوبي لمحافظة السويداء.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "صاحبة الجلالة" من أهالي القرية فإن ثلة من الشباب العاطلين عن العمل توجهوا إلى حقل المزارع عاطف جودية الذي يعمل فيه مجموعة من النساء والشابات الوافدات من محافظة الحسكة، وقاموا بالاعتداء عليهن بالضرب المبرح ما أدى إلى إجهاض امرأة حامل وإصابة أخرى برضوض متفرقة.
وتعود الأسباب الحقيقية وراء هذا الاعتداء إلى أن هؤلاء الشبان حاولوا التحرش بالفتيات اللواتي قمن بصدهن وشتمهن، فثارت كرامة المتحرشين وانتهت مشاهد العنف عند تدخل صاحب الأرض الذي أسعف المصابات إلى المشفى الوطني.
غير أن الشبان الذين أهينت كرامتهم "المهدورة" طلبوا الفزعة من أقاربهم في إحدى القرى الذين حضروا بكامل سلاحهم من أجل الاقتصاص من صاحب الأرض الذي تلقى رصاصة في قدمه بعد عودته من المشفى الذي أسعف النساء إليه..
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد فبعد مسرحية طويلة من إطلاق النار في الهواء وصلت الشرطة إلى المكان في محاولة للقبض على الشبان، أو بأضعف الإيمان فك الاشتباك الحاصل وتطويقه، غير أن الخارجين عن القانون قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي ليصاب شاب من آل جودية برصاصة اخترقت بطنه وخرجت من ظهره، وهو الآن يقبع عاجزاً في أحد مشافي العاصمة.
ومع محاولة هؤلاء الفرار بسياراتهم وأسلحتهم قامت الشرطة بإلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجن.
أهالي المحافظة استنكروا هذه الواقعة التي تحدث لأول مرة في أرض يعتبرونها ملجأ الضعفاء، وطالبي الحماية.. مؤكدين أن ثورة كاملة حدثت في الجبل سابقا من أجل حماية دخيل وأدت في نهايتها إلى طرد المستعمر الفرنسي، فكيف إن كان المعتدى عليهن من النساء الهاربات من جحيم الحرب.