التتار والمغول ليسا شعباً واحداً.. لكن لماذا نخلط بينهما؟
الاثنين 02-04-2018
- نشر 7 سنة
- 6206 قراءة
رغم تأسيسهم أكبر إمبراطورية متصلة عرفها التاريخ – امتدت من حدود الصين الشرقية وحتى تخوم أوروبا الوسطى -، فإن الكثير لا يفرق بين المغول وحلفائهم من التتار. فمن حيث الموقع الجغرافي، سكن التتار بالقرب من أواسط آسيا، فيما سكن المغول ناحية الشرق، وقد تم إدماج التتار في الجيش المغولي في القرن الثالث عشر، حيث اعتُبروا جزءاً أساسياً من الإمبراطورية المنغولية في ذلك الوقت.
ويعيش التتار الذين يقدر عددهم حالياً بنحو 7 ملايين نسمة، في روسيا – وخاصةً في شبه جزيرة القرم -، وأوزبكستان، وأوكرانيا، وكازاخستان، وتركيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وأذربيجان، ورومانيا، وروسيا البيضاء، علماً بأن بعض العوائل المصرية تعود جذورها إلى التتار. جنكيز خان أما المغول – الذين يعتبرهم بعض العلماء شعباً تركيا -، فقد عاشوا حول نهر اونون ما بين روسيا ومنغوليا الحالية، قبل أن يقتربوا من الصين بعد توحيد جنكيز خان للقبائل التركية.
ويعيش المغول الذين يقدر عددهم حالياً بـ 10 ملايين نسمة، في الصين ومنغوليا بشكل رئيسي، فيما تعيش أعداد قليلة منهم في روسيا وكوريا الجنوبية وقيرغيزستان. وعلى الرغم من اختلافهم، يشترك المغول والتتار في العادات نفسها وأسلوب المعيشة البدوية؛ إذ كانوا يسكنون في أكواخ قابلة للتنقل، واشتُهروا بتربية الماشية ومهارتهم في الفروسية، إلا أن الفرق كان كبيراً بينهما من حيث اللغة التي كانا يستخدمانها؛ فحكى المغول اللغة المغولية، في حين تحدث التتار اللغة التترية.
وبعد انهيار الإمبراطورية المغولية، كوّن التتار مع مجموعة من القبائل التركية الأخرى ما يعرف بـ “القبيلة الذهبية”، والتي اعتنق حكامها وأفرادها الإسلام بعد عقود من اجتياح هولاكو لبغداد وإطاحته بالدولة العباسية. أما المغول، فقد اعتنق معظمهم الديانة البوذية.
لماذا يتم الخلط بين التتار والمغول؟
قد تتحمل المدارس وبعض كتب التاريخ بل وربما الأفلام السينمائية العربية مسؤولية الخلط بين المغول والتتار، إلا أن الحقيقة أنهما شعبان مختلفان مرّا بمرحلةٍ من التحالف. بعض المصادر التاريخية العربية أشارت إلى المغول والتتر باسم واحد وهو “التتار”، وقد يعود السبب إلى ما ذكره رشيد الدين الهمزاني في كتابه “جوامع التاريخ”، إذ قال إنه في أغلب العصور القديمة، كانت الغلبة للتتار، الذين كانت تخضع لهم معظم القبائل بتلك المنطقة، وبسبب مكانة التتار في ذلك الوقت، أُطلقت تسمية التتار على القبائل الأخرى. لكن بعدما قوي المغول عقب هجرتهم من شمال الصين إلى منطقة منغوليا الوسطى، وأصبحت الغلبة لهم على بقية الأعراق والقبائل في تلك المنطقة، ظهرت تسمية “المغول”، الذين كان ينتمي إليهم القائد جنكيز خان.
المغول وعلاقتهم بالإسلام
هولاكو بعد معركة عين جالوت ضعفت شوكة المغول نتيجة الحروب الأهلية التي اندلعت بينهم، ومع الوقت دخلت بعض القبائل الإسلام مثل “القبيلة الذهبية”، والتي يعرفها بعض المؤرخين على أنها قبيلة تترية، وكان زعيمها بركة بن جوجي بن جنكيز خان. واعتنق بركة الإسلام قبل اجتياح بغداد في العام 1258، حيث رفض حينها غزوها، وحاول إقناع أخيه الأكبر “باتو” العدول عن الفكرة، إلا أنه رفض.
وقيل إن سبب إسلام بركة خان هو ملاقاته يوماً أحد التجار المسلمين من بخارى، حيث سأل تاجرين عن الإسلام، وانتهى الأمر به إلى أن اعتنقه. وعقب انهيار الإمبراطورية المنغولية، انقسمت إلى 3 أقسام قادها أحفاد جنكيز خان، وهي: “القبيلة الذهبية” في النصف الغربي من السهوب الأوراسية في العام 1313، والإيلخانيون بإيران والعراق في العام 1295، و التشاغانيون فيما وراء النهر في العام 1326. تيمورلنك أما التتار، فتمكنوا من تأسيس دولةٍ قويةٍ تحت قيادة القائد العسكري الشهير تيمورلنك – الذي دان بالإسلام -، حتى تمكنوا من هزيمة السلطنة العثمانية وأسر السلطان بايزيد، وبسطوا نفوذهم على مناطق شاسعة في أواسط آسيا وجنوب أوروبا والآناضول، قبل أن تنهار الدولة تماماً مع موت تيمورلنك في العام 1405.
عربي بوست