ترامب يقيل مدير «إف بي آي» قبل 24 ساعة من تقاعده! لماذا فعل ذلك؟
قال كالوم بورشرز في مقال له في صحيفة «واشنطن بوست» إن القدر لم يمهل نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أندرو مكابي كي يحظى بمزايا التقاعد المادية، إذ أقاله المدعي العام الأمريكي جيف سيشنز قبل 24 ساعة فقط من تقاعده المقرر، بعد أن قضى عقدين من الزمان في العمل لحساب «إف بي آي». وأوضح بورشرز أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز كانت قد قالت إن الرئيس ترامب سيترك الأمر بيد المدعي العام. وأضافت: «لكننا نعتقد أن مكابي أظهر سلوكيات مزعجة للغاية وهو قائم بأعمال سيئ». وعقب إقالته، أعرب ترامب عن اعتقاده بأنه كان يتعين على المدعي العام إقالته منذ مدة طويلة. وقد احتفى ترامب بنبأ الإقالة على حسابه على تويتر: «أقيل أندرو مكابي، إنه يوم عظيم لأبطال مكتب التحقيقات الفيدرالي من الرجال والنساء – ويوم عظيم للديمقراطية. كان المتحذلق جيمس كومي رئيسه وجعل مكابي ألعوبة. وكان مطلعًا على الأكاذيب والفساد المتفشي في أعلى مستويات مكتب التحقيقات الفيدرالي!». ولكن ما السبب وراء ارتياح ترامب لإقالة مكابي؟ يتساءل بورشرز. ثمة عدة أسباب من بينها: 1. لردع التسريبات المستقبلية ندد ترامب بالتسريبات التي تنشرها وسائل الإعلام دون جدوى – يشير بورشرز. ولعل إقالة مكابي قد تكون تكتيكًا لردع الآخرين عن التحدث إلى الصحفيين. كان مكتب المسؤولية المهنية التابع لـ«إف بي آي» قد أوصى بإقالة مكابي على خلفية مزاعم بتسريبه معلومات إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، وتضليل المحققين الداخليين عن أفعاله. لكن مصدرًا مطلعًا على المسألة قال لصحيفة «واشنطن بوست» إن مكابي ينكر هذه الاتهامات. 2. لتهدئة الانتقادات الموجهة إليه من الأجهزة الأمنية لا يُعرف إن كان مكابي من المعارضين لترامب في «إف بي آي» أم لا – يضيف بورشرز – لكن ترامب ادعى أن الجماعات الديمقراطية المتحالفة مع هيلاري كلينتون مولت حملة ترشح زوجة مكابي إلى مجلس الشيوخ بينما كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في فضيحة الرسائل الإلكترونية لهيلاري كلينتون. كيف يمنح نائب مدير «إف بي آي» أندرو مكابي، إلى جانب جيمس جايك، المسؤول عن التحقيق في قضية هيلاري كلينتون – بما في ذلك 33 ألف رسالة بريد إلكتروني محذوفة بطريقة غير شرعية – 700 ألف دولار لحملة زوجته من قبل أنصار كلينتون خلال التحقيق؟ المشكلة في هذه المزاعم هي أن مكابي لم يكن «مسؤولًا» عن التحقيق في قضية كلينتون إبان حملة زوجته. إذ لم يصبح نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إلا في عام 2016 وكان دوره إشرافيًا في التحقيق في رسائل وزيرة الخارجية كلينتون. وعندما تلقت حملة زوجته التبرعات في عام 2015، لم تكن هناك فائدة من تقديم خدمات لمكابي، مما يجعل من غير المحتمل أن تكون التبرعات نوعًا من الرشوة.