عاصفة مغناطيسية من الشمس أم شائعات من الأرض.. العاصفة لن تضرب كوكبنا في مارس لكن ماذا لو جاءت لاحقاً؟
عاصفة مغناطيسية من الشمس أم شائعات من الأرض.. العاصفة لن تضرب كوكبنا في مارس لكن ماذا لو جاءت لاحقاً؟
الأربعاء 14-03-2018
- نشر 7 سنة
- 5815 قراءة
نقلت مواقع إعلامية بأنَّه من المتوقع أن تصطدم "عاصفة مغناطيسية هائلة" بكوكب الأرض في شهر مارس/آذار 2018، لكن وفقاً للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) فإنَّ ذلك الأمر غير صحيح، حسبما نقلت مجلة Newsweek الأميركية.
وإذا ضربت عاصفة مغناطيسية شمسية هائلة كوكبنا فإنها قد تهدد حياة البشر على الأرض، وقد حدثت عواصف أقل حجماً من قبل لكن في العام 1859 ضربت الأرض أكبر عاصفة مغناطيسية شمسية سجلت على الإطلاق سميت “حدث كارينغتون”.
ووقتها أطلقت الأسلاك شرارات صدمت عمال التليغراف، وأدت لاشتعال النيران في أوراقهم. وأطلقت الشمس مليارات الأطنان من الإلكترونات والبروتونات التي اتجهت صوب الكرة الأرضية، لتخترق المجال المغناطيسي للأرض وتنتج أضواء مرئية بالأحمر والأخضر والأرجواني في السماء ليلاً.
كما تدفقت تيارات كهربائية قوية من الأرض إلى الأسلاك، متسببةً في إضافة حمل زائد على الدوائر الكهربائية، وفي ٢٠١٢ نجت الأرض من انفجارات شمسية كانت ستسبب كوارث في شبكات الكهرباء وتعطل الأقمار الصناعية ووسائل الاتصالات الحديثة.
لن تصدم كوكب الأرض في مارس/آذار 2018
لكن العاصفة المغناطيسية الهائلة التي اعتقد أنها قد تضرب الأرض في مارس الجاري يرجح أن تكون غير محتملة، حسب NOAA الأميركية التي تعد مصدراً موثوقاً به في القضايا المشابهة، لأنَّها لا تساعد الناس على التنبؤ بالطقس على كوكب الأرض وأيضاً الأحداث الخاصة بالطقس الفضائي، مثل العواصف الجيومغناطيسية.
من أين جاءت الشائعة؟
وفقاً لقسم الأخبار بمحرك جوجل، تصدَّر وصول العاصفة الجيومغناطيسية "المهيب" لكوكب الأرض عناوين الأخبار العلمية صباح يوم الإثنين الماضي 12 مارس/آذار. لكن بدا أنَّ معظم تغطيات الحدث اعتمدت على تفسيرٍ خاطئ لأحد الرسوم البيانية التي نُشِرت على الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد ليبيديف الروسي، أظهر ارتفاعاً طفيفاً في النشاط الجيومغناطيسي يوم الثامن عشر من مارس/آذار. توصَّلت الإدارة لنفس القراءات، لكن تبيَّن أنه من المتوقع أن يكون ذلك النشاط المرتفع عاصفة بسيطة على أقصى تقدير. حسب تقرير مجلة Newsweek.
وقال روب روتليدج مدير مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة لمجلة نيوزويك عبر البريد الإلكتروني: "تلك القصة ليست منطقية سواءٌ من ناحية الشكل أو المضمون. فالطقس في الفضاء مستقر وهادئ، والشمس خالية من أي بُقع".
تُقاس قوة العواصف الجيومغناطيسية بمقياس يبدأ من G1 إلى G5، حيثُ G5 هو الأعلى والأكثر خطورة. وتُظهر القراءات أنَّه في الثامن عشر من مارس/آذار بالكاد ستصل القراءات إلى G1، الذي ينُم عن عاصفة جيو مغناطيسية ضعيفة، تحدث العواصف من فئة G1 كثيراً، بمعدَّل ألفي مرة كل أحد عشر عاماً، أي عاصفة واحدة كل يومين.
هذا المقياس مبنيٌ بشكلٍ جزئي على مؤشر يعتمد على كمية الانحراف المغناطيسي الذي قد تنتجه عاصفةٌ ما على الأرض، بالإضافة إلى قياساتٍ خاصة بتياراتٍ متنوعة لها أسماء رائعة مثل "تيار كهرباء الشفق القطبي"، و"التيارات الخاضعة للمجال المغناطيسي". وهناك نوعٌ آخر من التيارات يُسمَّى وفقاً لموقع الإدارة بـ"المؤشر الزمني لاضطراب العاصفة".
لماذا تعد العواصف الجيومغناطيسية مشكلة؟
تضعف العواصف الشمسية المجال المغناطيسي للأرض فتنفذ الأشعة الضارة للمجال الجوي.
ويؤدي تعرض الإنسان لكميات وجرعات أكبر من هذه الإشعاعات إلى الإضرار بطبيعته الجينية، ما يؤدي إلى ظهور أمراض مثل السرطان. كما تسبب اختلالاً في الأجهزة الفسيولوجية للكائنات الحية، وخاصةً الطيور والحيوانات المهاجرة.
وتتأثر أنظمة الملاحة والاتصالات ( مثل GPS) بشكلٍ كبيرٍ نتيجةً لتأثر طبقات الجو العليا بهذه الانفجارات الشمسية، ما يجعلها تعطي قراءات خاطئة للمواقع قد تصل إلى ميل أو عدة كيلومترات.
كما أن الاتصالات المحمولة واللاسلكية ستتأثر بشدة؛ لأنها تعتمد على طبقات الجو العليا لتعكس موجات الرادار والراديو فينقل موجاتها وتردداتها المختلفة، وتتضرر الأقمار الصناعية كثيراً بالعواصف الشمسية وقد تحترق أو تخرج عن الخدمة.
إذا حدثت عاصفة شمسية، هذه نصائح النجاة!
يقدم موقع "Ready.gov" بعض النصائح إن كنت غير مقتنع أنَّ كل شيء سيجري على ما يرام في الثامن عشر من مارس/آذار. فالاستعداد لحدث كبير له علاقة بالطقس الفضائي يُشبه كثيراً الاستعداد لأيٍ من الكوارث الطبيعية الأخرى. احرص على امتلاك مخزون كبير من المياه الصالحة للشرب، واملأ خزان الوقود في سيارتك، واحتفظ بنسخ من الأوراق والمستندات الهامة التي قد تحتاجها في متناول يدك.
وإن كنت ستحصل على بعض التنبؤات الخاصة بالطقس الفضائي، فاحصل عليها من مصادر علمية موثوق منها، وليس على لسان أحد الأشخاص على موقع يوتيوب. وتيقَّن وتحقق من الأساطير والخرافات.
هاف بوست