ما هو الأسوأ من ألا تحاول؟
«حتى لو فشلت يكفيك شرف المحاولة» مقولة نتداولها كثيرًا بين الحين والآخر، تدعو إلى أن يحاول الإنسان بكل ما أوتي من قوة وجعلت هذه المحاولة شرفًا يضاف إلى الإنسان الذي يجرب ويحاول للوصول إلى ما يريد، ولم تركز على نتيجة هذه التجربة والمحاولة حتى لو فشل الإنسان. هل سألت نفسك يومًا ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث للإنسان إن خاض تجربة معينة أو قام بمحاولة من أجل حلم أو هدف أو عمل أو سفر أو منصب أو ترقية أو شخص أو شيء جديد يريده؟ ما هو الذي لا يدفع الإنسان ألا يجرب ويحاول؟ هل الخوف؟ هل خوفه من الفشل؟ فكر ماذا سيكون أسوأ ما سيحدث لو جربت؟ سيكفيك شرف المحاولة، سيدفعك للمحاولة مرات عديدة؟ ماذا أسوأ من أن لا تجرب وتحاول؟ لكل إنسان أحلام وأهداف وأمنيات كثيرة تتجدد وتتعدد طالما يوجد نفس وروح في هذا الإنسان، لكل إنسان طموح وغايات، لكل إنسان نقاط قوة تكمن بداخله تبدأ من إيمانه وثقته بنفسه وبما يؤمن به. فكر متى سيكون ندمك وخسارتك أكبر؟ هل إذا حاولت وجربت من أجل ما تريد الحصول عليه أم إذا فقط تمنيته ولم تحاول من أجله؟ هل ستستحق هذه الأشياء التي لم تجرب وتحاول للحصول عليها؟ تأكد أنه لا يوجد شيء يمنعك من الحصول على ما تريده ولا شيء يقف حائلًا بينك وبين ما تريد سواك. إن كنت تخاف من الفشل، فالفشل أولى خطوات النجاح وهو الدافع الأكبر لأن تحاول وتستمر حتى تنجح، ولو تأملت قصص العظماء والناجحين فأغلبها تبدأ من الفشل والإصرار والمحاولات المتكررة. تخيل أن ما تريد الحصول عليه موجود على قمة جبل عال جدًا، وأنك لا تعلم مدى ارتفاع هذا الجبل، وأن ما عليك فعله لتصل إليه هو أن تصنع سلمًا وتخطو كل درجة بحذر وقوة وصبر حتى توصلك هذه الدرجات إلى آخر السلم ومن ثم إلى قمة هذا الجبل والوصول إلى ما تريده، تخيلها رحلة ويجب أن تعد لها العدة الكافية حتى لا تنقطع في بداية الرحلة أو وسطها. تزود بخير الزاد وتحلَّ بالصبر والإصرار والثقة. لا تتردد وابدأ فورًا لا تخَف الفشل أو نظرة من حولك لك، أنت وحدك قادر على فعل ما يلزمك وما تريده، كن بعزيمة قوية وكما قال الشاعر أبو جعفر المنصور: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة *** فإن فساد الرأي أن تترددا أذكر أني سمعت مرة أخصائيًا نفسيًا ينصح والدة طفل ويقول: الطفل يحاول كثيرًا ولا يمل أو يبتعد عن هدفه بتكرار خطئه فهو يدرك في أعماقه أنه سيصل لمبتغاه مع تكرار المحاولة، فتعلم الإمساك بالكوب أو الملعقة من أجل الاعتماد على نفسه في الطعام والشراب، فالإعادة المستمرة للطفل، وتكرار المحاولات، وتكرار الإخفاق، هي قوام تعلمه المهارات الجديدة عليه وقد يطلق عليها الممارسة أو كثرة المران، والطفل يستغرق فترة طويلة في اكتساب المعرفة الجديدة عليه. هذا دليل على أن الإنسان منذ صغره يسعى وراء ما يريده وتوجد الرغبة من داخله لذلك يحاول ويحاول ولا يضعف أمام الصعوبات. حدد أولوياتك التي تتناسب مع ظروفك ووضعك وحاجتك أنت، اجعل ما تريده واضحًا لك، واجعل رغبتك وشغفك ملازمًا لك، وابدأ بالتنفيذ، وحتى لو فشلت تعلم من فشلك وصحح مسارك، وعش كل مرحلة وفترة بكل ما فيها، انظر لها بإيجابية فالنجاح هو الحصول على ما تريد، والسعادة أن تريد ما تحصل عليه. ولكي تنجح يجب أن تكون رغبتك في النجاح تفوق خوفك من الفشل. وكلما أصر الإنسان وحاول وجرب، تعلم أكثر وزادت معرفته وزادت شخصيته قوة. ساسه بوست