تضيع آلاف المليارات على الخزينة العامة للدولة
صاحبة الجلالة – حسن مرعي
علمت "صاحبة الجلالة" أن ثمة توجه حكومي يستدرك خطأ تاريخي يتعلق بالعقارات الحكومية المؤجرة والمستثمرة والمعارة للقطاع الخاص منذ عقود قد تصل أحياناً إلى قرن من الزمن..!.
وتفيد بعض التفاصيل التي رشحت عن هذا الموضوع أنه تم تشكيل لجنة حكومية للتصدي لأكبر ملف متخم بالتجاوزات التي أضاعت ولا تزال تُضيِّع على الخزينة العامة للدولة إيرادات من العيار الثقيل، وتؤكد أحد المصادر الحكومية لـ"صاحبة الجلالة" أن ثمة مئات وربما آلاف المليارات تفوت على الخزينة العامة للدولة جراء عدم إعادة النظر بالعقارات الحكومية المؤجرة والمستثمرة للقطاع الخاص.
وأضافت المصادر أن عمليات المتابعة والتقصي عن هذا الموضوع أثبتت أن كثير من الجهات العامة لا تعرف العقارات العائدة لملكيتها، كوزارة الأوقاف على سبيل المثال التي لا يوجد لديها قاعدة بيانات لما تملكه من عقارات، نتيجة غلوها في القِدَم، حيث تفيد بعض المعطيات أن معظم أسواق دمشق وحلب القديمة تعود ملكيتها للوزارة..!.
وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة السياحة التي تمتلك جزءاً كبيراً من الفنادق المستثمرة من قبل القطاع الخاص، وبأسعار - لن نقول: زهيدة أو رمزية لأننا لا نملك وثيقة تثبت حقيقتها - ولكن أغلب الظن أنها لا تعادل الأسعار الرائجة في السوق..!.
هذا المشهد يشي بأن ثمة هدر تاريخي للمال العام، جزء منه يتعلق بالفساد والصفقات المشبوهة من تحت الطاولة، والجزء الآخر يتعلق بعدم تعديل الأنظمة والقوانين بما يتوافق مع التطورات الاقتصادية الحاصلة ومدى ارتباطها بمستوى التضخم وتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار. إذ لا يعقل أن يكون بدل استثمار أو إيجار المتر المربع لبعض الشقق في مراكز المدن الرئيسية 3 ليرات سورية، في حين أن أقل بدل للإيجار في ضواحي هذه المدن يتراوح ما بين 25 – 30 ألف ليرة لشقة مساحتها دون الـ100 متر مربع..!.
وترى بعض المصادر أنه يسجل للحكومة الحالية جرأتها بفتح هذا الملف الذي كان غائباً أور بما مغيباً، خلال العقود المنصرمة، إذ لم يحدث أن قامت الحكومات السابقة بإثارته، ما تسبب بالنتيجة بتراكم للأخطاء وتشابكاتها المتعلقة بمسائل الميراث وتواتر المستثمرين على بعض العقارات والأملاك العامة.
في حين أكدت مصادر أخرى لـ"صاحبة الجلالة" جدية الحكومة بالمعالجة، إذ أن ثمة توجيه واضح بهذا الخصوص يقضي وبالسرعة الممكنة تدقيق وتقييم هذه العقارات، ووضع المقترحات اللازمة للمعالجة.
بالمحصلة نأمل أن يحل هذا الملف الشائك بتعقيداته بحيث يضمن حقوق جميع الأطراف، فالمستثمر لهذه العقارات هو بالنهاية مواطن سوري له ما له، وعليه ما عليه، ولا نجد ضيراً بتشكيل هيئة عليا لأملاك الدولة ترتبط برئيس مجلس الوزراء لما للموضوع من أبعاد اقتصادية واجتماعية على مستوى عال من الأهمية.
هامش: للمفارقة إن كثير من وزارات ومؤسسات الدولة لجأت ومنذ عقود إلى استئجار عقارات من القطاع الخاص، ولديها بنفس الوقت أملاك وعقارات مؤجرة للأخير أيضاً..!.