نساء في ورشة الذكور السياسية..لماذا تتجه النساء للعمل بالسياسية ؟؟
صاحبة الجلالة _ لينا ديوب
فتحت طريقة مشاركة النساء فيما تمر به بلدنا، منذ بداية الأعمال العنفية إلى اليوم، الباب واسعا" للسؤال، عن حقيقة اخلاصهن للقضية النسوية، التي تنشد العدالة والكرامة الانسانية للمرأة، ففي ظل التلاعب والتدخل والتزوير الذي حدث ويحدث منذ البداية، يخطر في البال أحيانا" أن النساء اللواتي وصلن إلى مراكز متقدمة لتنظيم حركة نسوية خاصة للدفاع عن المرأة السورية، لا يناصرن بنات جنسهن، وأنهن نجحن في الوصول إلى حركة يسيطر عليها الذكور عبر التلاعب بوضعهن الخاص والسمسرة للقيم الذكرية.
ففي اجتماع جنيف الأخير لم يتعد حضور النساء أكثر من صورة في الخلفية لبعضهن، بعد أن كانت لهن لجنة خاصة، تعمل على اشراك النساء في صنع السلام وعلى أن يكنّ موارد سلام.
في السنوات الأولى تم تهميش النساء داخل سورية في جميع الاجتماعات واللقاءات، التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للمرأة، وهذا يتعارض مع أساس العمل المدني الذي يدعونه، والذي يقوم على مشاركة الجميع، ويتلاقى مع سياسة الحكومة التي يناهضونها ويقولون بأنها تهمش النساء، وأن السماح لها بالمشاركة لا يتعدى الديكور، ولعل هذا ليس بالأمر المهم تجاه ما حدث من تراخيهن مع الانتهاكات التي تعرضت لها النازحات السوريات في المخيمات، لقد كتبت التقارير الصحفية ليس عن انتشار الزواج المبكر فقط بسبب الفاقة والعوز، بل عن قيام شبكات منظمة، لبيع القاصرات السوريات، وهذا التراخي يتلاقى مع موقفهن مما حصل من انتهاكات للنساء في المناطق والبلدات التي كان يدخلها المسلحون، فكان التجاهل سيد الموقف بحجة الوقوف ضد انتهاكات النظام، كما يتلاقى مع انكارهن لجهاد النكاح الذي يشكل انتهاكا صارخا لكرامة المرأة.
في الحرب كما في السلم تحتاج النساء لتضامن من نوع خاص ينتقل بالعدوى، لا بتقليد أساليب العنف السائدة، وليس الهدف من التنظيم النسوي تشكيل جبهة سياسية بل تطوير التضامن والمساعدة الذاتية المتبادلة، لأن تاريخ طويل من الاضطهاد في مجتمع ذكوري، يحتاج لعمل دؤوب وطويل لتحقيق التحرر والانصاف والعدالة.
إن العنف الانساني الذي عشناه ونعيشه في السنوات الست الماضية عديم الجنس، لذا لا يمكننا مواجهته على أساس الجنس، والذكور الذين يديرون مشاركة النساء في عملية السلام، ليس لهم موقفا حازما" لإنهاء الحرب، وانما يديرون مصالح القوى، إنهم الرجال المجردون من الانسانية.
في إحدى مشاركاتي عن دور المرأة في صنع السلام، ركزت في مداخلاتي، على ما يعانيه الناس بسبب الحرب، في كل لحظة من يومهم، فاتهمت من قبل النساء قبل الرجال بتبسيط الأمور، وعدم الفهم بالسياسة.
ليت النساء ينشغلن عن السياسة بابتكار موارد سلم، ويقدمن بديلا حقيقيا لدوامة العنف.