إرث سعد الله ونوس بين البيع والتبرع..زوجته المؤسسات السورية رفضته ومدير مكتبة الاسد لم يعرض علينا
صاحبة الجلالة _ خاص
اللغط الكبير الذي أثاره قيام أسرة الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس بإهداء مكتبته الخاصة للجامعة الامريكية في بيروت "بعد رفض كل المؤسسات الثقافية في سورية احتوائها" بحسب بيان أصدرته أسرة ونوس ..عكس الكثير من التباينات بين مؤيد ومعارض للخطوة .. وبين من يؤكد أن مكتبة سعد الله ونوس بيعت للجامعة الأمريكية ولم توهب كما جاء في بيان الأسرة .. ليقابله من يقول عكس ذلك .
البعض رأى في الموضوع أنه يجسد عبور للثقافة من مكان لآخر مستشهدا " بتمثال الحرية في نيويورك الذي أهدي لها من الشعب الفرنسي" ..فيما اعتبر آخرون أن "تمثال الحرية صنع خصيصا ليكون هدية.. أما مكتبة سعد الله ونوس فهي إرث شخصي والفرق كبير مابين الأمرين".
وفيما يتعلق بقصة الإهداء وما تضمنه بيان الأسرة من أن "المؤسسات الثقافية السورية رفضت احتواء هذا الإرث" رحب عدد من متابعي صفحة فايزة شاويش زوجة الراحل سعد الله ونوس بالخطوة وشنوا هجوما عنيفا على كل من اعترض على الأمر محملين المؤسسات الثقافية السورية المسؤولية عن تضييع فرصة الاحتفاظ بهذه المكتبة القيمة...بينما أكد آخرون ممن وصفوا أنفسهم بأنهم على معرفة بـطريقة تفكير ( شاويش) .." أن المؤسسات الثقافية السورية تقبل التبرع بدون مقابل وهو أمر لا يناسب زوجة الراحل من خلال معرفتهم الوطيدة بها".. فيما ذهب آخرون للقول " إذا كان الإهداء مؤقت ريثما تنتهي الأزمة في سورية ومن أجل الحفاظ على المكتبة .. فلا بأس من ذلك".
وللوقوف على حقيقة ما جرى تواصلت "صاحبة الجلالة" مع صالح صالح مدير مكتبة الأسد الذي نفى بشكل قاطع أن تكون مكتبة سعد الله ونوس قد عُرضت على المكتبة مؤكدا أنه لم يحدث أي نوع من التواصل بين المكتبة وفايزة شاويش زوجة الراحل .
وأوضح صالح أن هناك أكثر من80 مكتبة خاصة أهديت لمكتبة الأسد منها لـ بشير الحسني ومحمد وفيق الكسم وفاخر عاقل وجميل صليبي وحسني السواس وسليمان العيسى وعثمان العايدي وزكي قنصل وأنه في عام 2015 تم إهداء 4 مكتبات خاصة لمكتبة الأسد و14 في عام 2016 لـ يوسف حازم وعماد فوزي الشعيبي وعمر ارناؤط وعفيف بهنسي موضحا "نحن جئنا بها من منازل أسرهم وذويهم" ..فيما بلغ عدد المكتبات الخاصة التي أهديت لمكتبة الأسد في عام 2017 ثلاثة مكتبات لغاية الآن منها مكتبة يوسف حاتم حسن.
وقال مدير مكتبة الأسد : "نحن نذهب إلى كل من يتصل بنا بهذا الخصوص ولو كان من أجل كتاب واحد وخاصة في الأزمة حيث يعاني الجميع صعوبة في التنقل ".. مؤكدا أن فايزة خارج سورية منذ السنة الثانية للأزمة وأنها لم تتصل بمكتبة الأسد نهائيا وان ما ذكرته في بيانها غير صحيح .
وأوضح صالح أن التبرع بالمكتبات الخاصة يكون مجانيا في سورية مرجحا أن تكون جاويش قد باعت مكتبة زوجها للجامعة الأمريكية في بيروت.
ونورد مايلي نص بيان أسرة سعدالله ونوس:
كتب ونشر في الأيام الأخيرة الكثير عن موضوع إهداء مكتبة سعدالله ونوس إلى مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت.. يهمنا ان نوضح الآتي:
حاولنا جاهدين من سنوات عدة التبرع بمكتبة سعدالله ونوس إالى أكثر ،وربما كل، المؤسسات الثقافية في دمشق، بل أننا طرقنا أبواباً كثيرة كي يبقى إرث سعدالله في سورية. ..لكن رغبتنا العميقة قوبلت بالرفض من قبل جميع القيمين على هذه المؤسسات بمختلف المستويات.
كان هاجسنا الدائم ،منذاك وإلى الآن، الحفاظ على المكتبة من التلف والتلاشي وألا تكون حبيسة الجدران أو تحفة للعرض، الأمر الذي لم نكن نحن، كأفراد، قادرين عليه. فكان لابد من إيداعها في مؤسسة ثقافية لائقة وذات خبرة كي تكون محفوظة وفي متناول الجميع... وعليه، رأينا ان وجودها في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت يوفر لها العناية والحرص الدائمين، ونحن ممتنون لاستقبال القيمين على الجامعة هذه الهدية بحفاوة وتقدير لائقين.
سعدالله، الذي لم يكن يوماً محصوراً بجدران وجغرافيا.. سعدالله الذي ولد في حصين البحر وكان يحلم بالعيش في حلب، وانتهى به المطاف في دمشق بعد محطات في القاهرة وباريس وبيروت. سعدالله الذي كان دائماً مؤمناً بالثقافة العابرة للحدود والهويات الصغيرة.
سعد الذي عاش بين أوراق هذه المكتبة وشكلت وعيه وفكره ومصدراً ملهماً لكتاباته ومسرحياته، سيكون راضياً ان تُهدى مكتبته كاملة من دون نقصان أو رقابة لتكون في متناول الطلاب والباحثين والمهتمين من جميع الهويات والاهتمامات بمن فيهم السوريين وما أكثرهم في الجامعة الأميركية.