“جسور ثقافية” تعود بعد ستة أعوام من التوقف عن الإصدار
صدر عن وزارة الثقافة-الهيئة العامة للكتاب، العدد رقم 6 لعام 2017، من مجلة «جسور ثقافية» الفصلية، والتي تُعنى بمسائل الترجمة وثقافة الشعوب، وكانت المجلة توقفت عن النشر لستة أعوام، ولكنها عادت كي تكون منبرا عربيا يعطي الباحثين والمهتمين العرب بالترجمة مساحة مهمة وتعالج في الوقت نفسه هموم الترجمة ومشاكلها، من أجل تذليل الصعوبات والعقبات وتحسين أداء المترجمين وتبادل الخبرات في ميادين الترجمة كلها، وبما أنها كما ذكرنا مجلة فصلية، ستصدر في كل فصل محملة بمجموعات أدبية وفنية ومعرفية من كل أنحاء العالم، كي تلبي غايتها من حاجة القارئ إلى المعرفة ورغبته في الاطلاع على آداب الشعوب وثقافاتها.
في الافتتاح
جاءت افتتاحية المجلة بقلم وزير الثقافة محمد الأحمد، الذي اعتبر فيها عودة المجلة ميمونة، وصدورها من جديد فأل خير، مشدداً على أن الهدف الإستراتيجي منها، تعزيز مهنة الترجمة في دورها في نهضة الوطن، معتبرا أنها منبر ثقافي آخر، تضيفه الوزارة إلى منابرها كي تنقل من لغات العالم المختلفة كنوزها في الفكر والأدب والثقافة، وترفد المكتبة العربية بنصوص تثري مخزونها من آداب الشعوب، مشيراً إلى أنه في هذا المجال، هناك شعوب في جنوب شرق آسيا وشمالها الشرقي لا نعرف عن آدابها وتراثها الثقافي شيئاً كثيرا، على أمل أن تمتد جسور ثقافية إلى تلك البلدان.
الترجمة جسر بين ثقافتين وحضارتين
اعتبر المدير المسؤول عن المجلة ثائر زين الدين بأنه لا يمكن لأحد أن ينكر الدور العظيم الذي تضطلع به الترجمة في وجوه حياتنا المختلفة سواء أكانت الفكرية والعلمية والاقتصادية والثقافية، مشيراً إلى أنه لا يقل تأثير الترجمة في مجال الأدب عنه في المجالات الأخرى، مشدداً على دور اللغة العربية فيما تم نقله من كتب إلى لغات أوروبية، وفي ولادة وتطور أجناس أدبية لم تكن معروفة تماما في آداب تلك اللغات، ذاكرا من الكتب:ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، رحلات ابن بطوطة، رسالة الغفران، لافتا إلى أن دور الترجمة كان واضحاً في تطوير الشعر العربي، وباعتقاده أن الرواية والقصة القصيرة ما كان لهما أن يولدا لولا المؤثرات الأدبية الأوروبية، لولا الترجمة العامة، والاتصال المباشر بالغرب من بعض المبدعين العرب.
«جسور» تؤرخ لمرحلة جديدة
تحدث رئيس تحرير المجلة عن طموحاتها في تقديم، وفي كل فصولها، مجموعة من الدراسات والأبحاث الثقافية والمعرفية للمترجمين والباحثين في مسائل الترجمة، وتقدم للكتاب مجموعة أخرى تركز على أدوات الكتابة وتقنياتها وتطور أشكالها في اللغات الأخرى.
وتقدم للقراء عامة نصوصا إبداعية مختــــارة من آداب الشعــــوب وثقافاتهـــا، كمـــــا تتــــابع آخـــر الإصـــدارات في حقـــل دراسات الترجمة.
شارحا أسباب صعوبــــة البدايــة كالحاجة إلى الموارد البشريــــة وضعف الإمكانــــات المتاحــــة، إضافـــة إلى تعرفـــة الكتابـــة وما يتطلبه إعداد المترجـــم من زمــــن طويل، معتبـــرا أن ما تحتاجه هذه المهنة الإبداعيـــة أكثر تعقيدا مما يتصوره من يستسهلونها.
في جسور الفكر
جمع فصل جسور الفكر عدداً من المقالات وهي «الألسُنيّة والترجمة» بقلم زياد العودة الذي اعتبر الترجمة بأنها بقيت في إطار تقويم خاص لا يعدها فنا تاماً ولا علماً صرفاً ولا حرفة بحتة، منوها بأنه لطالما كانت هناك محاولات تاريخية منذ القرن الثالث عشر لإعداد المترجمين في أوروبا، بداية من مدرسة طليطلة وبالتالي أصبحت الترجمة نشاطا عمليا، شارحا المفاهيم التي تنوعت حول الترجمة وهي بين أن الترجمة عملية لغوية أو ألسنية، أو الترجمة عملية أدبية أو لغوية.
وفي جسور الفكر تراث الترجمة الإفريقي لبول بانديا- ترجمة عدنان حسن، ومن خلاله يتم تسليط الضوء على كيفية ممارسة الترجمة في إفريقيا، وكيف أظهرت الدراسات التعددية اللغوية التي لا تتجزأ من تركيبة إفريقيا، لهذا كانت الترجمة ولا تزال مطلبا دائما.
هذه أمثلة عما أفرده هذا الفصل من أبحاث.
في شخصية العدد
في كل فصل هناك شخصية تتحدث عنها المجلة، وفي هذا العدد السادس أفردت لشخصية أمربتو إيكو، وهو باحث وفيلسوف وروائي إيطالي ولد عام 1932 وتوفي عام 2016، من أعماله الروائية: اسم الوردة، بندول فوكو، جزيرة اليوم السابق. ومن أعماله البحثية: السيماء والفلسفة واللغة، حدود التفسير. وكانت المجلة نشرت له مقابلة مجلة «باريس ريفيو» في العدد 197 عام 2008.
في جسور الثقافة
احتوت المجلة على العديد من الدراسات والبحوث المترجمة التي جاءت على الشكل التالي: التواصل الإنساني على أجنحة الكلمات د. منصور حديفي. الطاوية كتاب تشوانغتسي، كوبرمان جويل- ترجمة وفيق فائق كريشات. الحضارات والقرن الحادي والعشرون، روبرت دبليو كوكس- ترجمة عبد الكريم ناصيف. الرواية التاريخية والعولمة: أداة في يد المنتصر، ميخائيل بوبوف- ترجمة إبراهيم استنبولي. قضية النمو الثقافي لدى الطفل. لف سيمينوفتش فيغوتسكي- ترجمة نزار عيون السود. في التأليف الموسيقي، روبرت جوردان- ترجمة محمد حنانا.
في جسور الإبداع
ضم هذا الفصل مجموعة من القصص القصيرة المترجمة التي جاءت على الشكل التالي: دفن الملاك، يفغيني غريشكوفيتش- ترجمة هزوان الوز. دب الدولة الرسمي، مظهر إزغو- ترجمة أحمد سليمان الإبراهيم. الحدود، بقلم توماس كنغ- ترجمة محمد علي حرفوش. مريم زهرة المسك، إسماعيل فصيح- ترجمة تمام أحمد ميهوب. فارس في السماء، الكاتب: أمبروز بيرس- ترجمة خيرية الـإمام. مختارات من شعر ألكسندر بلوك- ترجمة وتقديم ثائر زين الدين. أغنية إلى الرجل البسيط، بابلو نيرودا- ترجمة بديع صقور. أربع قصائد للشاعر الأميركي كارل ساندبرغ- ترجمة ليندا إبراهيم. كيف بدأت كتابة القصائد؟ الشاعرة: ليو يالي- ترجمة جهاد أحمدية. مختارات من شعر: جان دومينيك أمبير- ترجمة فاروق الحميد.
في جسور الألفة
احتوى هذا الفصل من المجلة على قراءة في كتاب «الفرنكوفونية» ناظم مهنا، وعلى قراءة في كتاب «الجانب الصحيح من التاريخ» نذير جعفر، وأيضاً شمل الفصل على مجموعة من الإصدارات العالمية في دراسات الترجمة من إعداد وتقديم محاسن كاسوحة أمين التحرير.
الوطن