قبل الحرب العالمية الثانية كان سعر السيارة 1000 دولار، وسعر المنزل 5000 دولار، ولكن خلال الستين سنة الماضية ارتفعت الأسعار بشكل مهول، وكل ذلك يدل على ارتفاع معدلات التضخم.

فإذا أخذنا دولة مثل الولايات المتحدة الأميركية، لوجدنا أن أكثر ما يقلق الشعب هو ارتفاع معدلات التضخم هناك، على الرغم من أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعاً طفيفاً بالتضخم، إذا ما قارناها بالارتفاع الذي حصل في سبعينات القرن الماضي.

ماذا يعني التضخم؟!

هو الارتفاع المستمر والمفرط الذي يحصل في أسعار السلع والمنتجات، ويقاس بالنسبة السنوية، ومع ارتفاع معدلات التضخم فإن كل دولار تقل قيمته.

فإذا فرضنا أن نسبة التضخم زادت بنسبة 2% فرغيف الخبز الذي كنت تشتريه بدولار واحد سيصبح بعد التضخم 1.02 دولار.

وإذا أردت أن تعرف قيمة الدولار الواحد في سنة 1970، فإنها اليوم تعادل 6.25 دولار.

ما أسبابُ التضخم؟!

صباح كل يوم يختلف الاقتصاديون على الأسباب الحقيقية للتضخم، ولم يتفقوا حتى الآن على سبب واضح.

1- ارتفاع التضخم: عندما ترتفع أسعار المواد الأولية والوقود على سبيل المثال، تلجأ الحكومات إلى زيادة الأسعار، وقد تكون هناك أسباب عديدة لارتفاع الأسعار، كأن تكون الدولة في حالة تطوير، أو أن العمال بدأوا يبحثون عن رواتب أعلى، وربما أسعار الأراضي ارتفعت، لذلك لم تعد هناك مساحة كافية لبناء المزيد من المصانع، لذلك لم يعد الخيار الوحيد أمام المستثمرين هو زيادة الأسعار، ويعد خطوة خطيرة، ولكن لا توجد فرصة أخرى.

2- زيادة الطلب: زيادة الطلب على نوع معين من المنتجات مع عدم القدرة على زيادة في إنتاجها قد يؤدي إلى زيادة الأسعار، وهناك عدة أسباب لهذه المشكلة، منها قلة المصادر، الاقتصادات النامية أو توقع زيادة التضخم.

3- طباعة المزيد من الأموال: ربما نتخيل أن الدولة يمكن أن تحل مشكلاتها المتعلقة بتدهور الاقتصاد من خلال طباعة المزيد من الأموال، ولكن في الحقيقة هذه الأموال هي فقط تسبب مشاكل إضافية، مثل فقدان المدخرات لقيمتها، وارتفاع تكاليف المواد، وارتباك المصانع وتدهور الإنتاج.

كيف يؤثر التضخم عليك؟

فيما يلي، نستعرض تأثيرات التضخم على حياة الفرد

التضخم.. وجه آخر للضريبة

في بعض الأحيان تلجأ الحكومات إلى تسديد ديونها عن طريق القيام بطباعة نقودها، يتبادر إلى الذهن سؤال: كيف يؤثر ذلك عليك؟ لنفترض أن لديك 1000 دولار في حسابك في البنك، وزادت نسبة التضخم بنسبة 25%، ما يعني أن قيمة النقود الحقيقية التي تملكها الآن هي 750 دولاراً فقط.

التضخم وأثره على خطط التقاعد

أسوأ ما يمكن أن يحدث لك بعد التقاعد هو استمرار زيادة نسبة التضخم؛ لأنه يجب أن تحصل على المزيد والمزيد من المال كي تحصل على نفس المستوى من المعيشة، وبعبارة أخرى فإن قيمة مدخراتك ستصبح أقل قيمة، ما يعني حاجتك لادخار الكثير من المال، كي تستطيع دفع السعر المرتفع للسلع والخدمات.

أثر التضخم على السندات

إذا كنت تقوم بشراء السندات فإن نسب التضخم من الأمور المهمة التي يجب وضعها في اعتبارك؛ لأن السندات توفر لك عائداً مادياً ثابتاً، فعندما تقوم الحكومة بزيادة نسبة التضخم، وتصبح الأموال العائدة من هذه السندات أقل، ولذلك يهرع الناس إلى بيع هذه السندات ما يخفض أكثر من قيمتها.

التأثير على المدخرين والمستثمرين

إذا كنت تمتلك مقهى، أو كنت تعمل في أحد البنوك فإن زيادة التضخم ستؤثر على القوة الشرائية، أي أن القيمة الشرائية للمال تصبح أقل مما كانت عليه من قبل، فمثلاً إذا كنت تستثمر 100 دولار بنسبة فائدة 10% ولنفرض أن نسبة التضخم هي 0%، فإن مقدار المال الذي تجنيه هو 110 دولارات، ولكن عند زيادة التضخم 5% ستصبح القيمة الحقيقية لهذا المال هي 105 دولارات، وذلك بسبب التضخم.

قيمة الدين تصبح أقل

إذا كنت دائناً لشخص بمبلغ معين من المال، فإن زيادة نسبة التضخم ستجعل قيمة المال الذي ستدفعه أقل من قبل. لنفترض أنك قمت باقتراض 100 ألف دولار من أحد البنوك حينما كانت نسبة التضخم هي 5%، وفجأة أصبحت نسبة التضخم 30% عما كانت عليه حينما قمت بالاقتراض، فستكون قد دفعت 25% من المبلغ المطلوب.