إبداع.. اورويل يتصدر معارض الكتب
الابداع الحقيقي لايموت ولايمكن ان تطويه صفحات الزمن مهما تراكم , ومهما علاه الغبار فلابد أنه يعود بقوة الى الواجهة , وفي تاريخ الاداب العالمية الكثير من الاعمال التي لايمكن ان تمحى بمرور الزمن , تبقى ايقونات محمولة في سجل الخالدين .
من جديد تعود الروايات العالمية التي مضى عليها حين من الزمن الى الواجهة في معارض الكتب , ومنها معرض القاهرة للكتاب , اذ كتبت مرفت عمارة في اخبار الادب المصرية متحدثة عن رواية جورج اورويل 1984وتصدرها قائمة المبيعات تقول عمارة :
اكتسحت رواية «1984» لجورج أورويل سوق الكتب وتصدرت القوائم الأعلي مبيعا علي موقع الأمازون منذ شهور، تلك الرواية التي صدرت منذ ما يقرب من سبعين عاما، بينما يؤكد القراء أن أحداثها مألوفة جدا، بل وعصرية يجب قراءتها، فهي تتحدث عن عالم فيه الأخ الأكبر وكالة الأمن القومي يتسمع على الناس بزرع أجهزة للتنصت عالية التكنولوجيا في المنازل، في عالم يعيش حرباً لا نهاية لها، حيث الخوف والكراهية والنغمة السائدة الرافضة للغرباء، عالم تصر فيه الحكومة أن الحقيقة ليست شيئا موضوعيا يمكن إدراكه بالحواس، خاصة بعد وصف كيلبان كونواي، أحد مستشاري الرئيس ترامب، للأكاذيب التي صرح بها المتحدث الصحفي للبيت الأبيض «شون سبايسر» حول حجم الحشود أثناء خطاب التنصيب الرئاسي باعتبارها «حقائق بديلة»، وهو ما اعتبره الكثير من القراء عبارة تقشعر لها الأبدان، كما حدث في رواية 1984 من خلال جهود وزارة الحقيقة حيال «سيطرة الحقيقة» بالنسبة للأخ الأكبر والحرب.
عقد أورويل العزم على كتابة تلك الرواية سنة 1944 عندما كتب رسالة لأحد أصدقائه حول كل من ستالين وهتلر، و»أهوال الإحساس بالهوية، والكفر بوجود حقيقة موضوعية». يذكر أنه منذ سنوات قد أحدثت الرواية نفس ردة الفعل، عندما عادت للصدارة بقوة أثناء حرب فيتنام وفضيحة وترجيت، واستخدام ما أطلق عليه «اللغة المخادعة»،.
ذلك النوع من التهميش في الرواية يتحدث عن أكثر ما يخشاه العلماء، والذي تم التعبير عنه مؤخرا في الرد على تقارير حكومة ترامب التي حرصت علي التدقيق في معلومات نشرها الباحثون في وكالة حماية البيئة، بينما كانت هناك مخاوف بشأن مركزية رقابة وسائل الإعلام الحكومية على جهود الإدارة «للحد من تدفق المعلومات من عدة وكالات حكومية معنية بقضايا البيئة»، واحتمال أن يحاول البيت الأبيض الجديد إضافة طابعه على صوت أمريكا، فهو الذراع الممتدة لبث أنه «أمضى فترة طويلة لنشر المبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء العالم». وبغض النظر عن الحقائق فإن الأخ الأكبر ظالم، والحزب معصوم كما يقول بطل الرواية ونستون سميث، فقد أتي على لسانه «الحزب قال لك أن ترفض الأدلة التي رأيتها بعينيك وسمعتها بأذنيك وحقيقة أن العالم الصلب موجود، وقوانينه لا تتغير، الحجارة صلبة، والماء رطب والأشياء أشياء».
في رواية 1984 خلق أورويل صورة مروعة لواقع مرير أطلق عليه أوقانوسيا، حيث تصر الحكومة على تحديد موقعها الخاص، بينما تتدخل الدعاية في حياة الناس وتشتتهم بالاستعانة بالصحف القذرة التي لا تحتوي سوى على الرياضة والجريمة وعلم التنجيم والأفلام المكدسة بالجنس عن الاهتمام بالتاريخ والسياسة، وإعادة كتابة مقالات الصحف من قبل وزارة الحقيقة لتصبح الوقائع والتواريخ ضبابية بينما يوصف الماضي بزمن الجهل.
وبكل الاحوال , إن الادب الخالد شعرا رواية قصة مسرحا , بكل فنونه هو الادب الذي لايمكن ان يطويه الزمن , يعود الى الناس لانه من نبضهم , ومن حيواتهم , وهذا سره , أما الادب ان صحت تسميته كذلك , الادب السطحي فهو عابر له هبات الغبار والى غير رجعة .
ونحن في هذا الوطن المترامي الاطراف نعرف ان ادب حنا مينة ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف واخرين , خالد في ضمير وعقول القراء , وهو الادب الذي كان معهم في حيوات العطاء .
الثورة