نساء في مراكز الإيواء .. طعام قليل و " حب " كثير
صاحبة الجلالة _ نيرمين موصللي
يعتقد كثير من اللاجئين أنّ رحلة العذاب انتهت بمجرد وصولهم مراكز الإيواء ..لكن بالحقيقة تكون رحلة جديدة للأوضاع المتعثرة قد بدأت حيث تزيد الضغوط النفسية وتكون أكثر حدة على النساء اللواتي يتعرضن لمضايقات في تلك المراكز ويفقدن كل يوم مساحات من خصوصيتهن.
ولا يمكن اعتبار مركز الإيواء بيئة آمنة بالمعايير التي تحددها الحماية النفسية لمفهوم الأمان، غير أنه يوجد بعض المراكز في سوريا، تعتبر آمنة بسبب احتياطات وإجراءات استثنائية لا يمكن بسهولة توفيرها لجميع المراكز.
وخلال تحقيق أجرته "صاحبة الجلالة" بهذا الخصوص قالت " انتصار قزاز " إحدى اللاجئات " تعاني مراكز إيواء اللاجئين من الاكتظاظ حيث لا وجود للخصوصية " فبعد أن فقدت كل ما كنت أملكه واستشهاد زوجي أصبحت المعيلة الوحيدة لأبنائي الثلاثة واتجهت لمركز إيواء وعلى الرغم من انه ينقصنا الكثير إلا أنه الملاذ الوحيد لنا بعد أن مكثنا قرابة الشهر في الحدائق ، وأسكن حاليا مع أولادي في غرفة ضمن المركز، وفقدت جزءً كبير من الخصوصية بحكم وجود أكثر من عائلة.
وأضافت قزاز أنه يمنع في معظم مراكز الإيواء الاستعانة بالسخانات الكهربائية تخفيفاً للضغط على الشبكة الكهربائية، وليس مسموحا تركيب مدافئ المازوت خوفاً من الحرائق، علماً أنه لا يوجد مازوت بالأساس، حيث نبقى عرضة لبرد الشتاء القارس، رغم وجود عدد كبير من النساء والأطفال والمسنين، كما تنعدم مصادر الدخل ضمن المركز حتى عن طريق المساعدات التي تأتي بشكل عيني وليس مادي بين الفترة والآخرى ولا تطال الجميع ، وتقوم النساء بالعمل بأجور بخسة لسد الحاجة، في ظروف عمل غير عادلة.
وفيما يتعلق بالسلل الغذائية تضيف انتصار قزاز ..انها توزع مرة كل 60 يوماً فقط، ولا تحوي تلك السلل إلا على كميات قليلة وغير كافية من الطعام، إذ تحتوي على الرز والسكر والزيت والعدس، وأحياناً يتم توزيع الفول والطون والحلاوة، أما بقية أنواع الطعام فلا تدخل إلى المراكز، علماً أنه في بداية إنشاء مراكز الإيواء كان يتم توزيع مواد جافة لوجبتي العشاء والفطور، وطبخ كميات كبيرة لوجبة الغداء، أما الآن فقد توقف العمل بهذه الآلية، كما أنه لم يعد يوزيع الخبز مجاناً للعائلات في مركز الإيواء، بل بات يباع عن طريق أحدهم،"سمسار" بدأ يحضر الخضار للمركز ويبيعها للعائلات، علماً أن الخبز المباع يابس وليس طازجاً.
وتعاني الفتيات في مراكز الإيواء من انعدام الحماية لهن، في ظل غياب الأخ أو الأب، بغالبية الأسر النازحة، حيث تتعرض الفتيات للتحرش من قبل بعض اللاجئين بالإضافة للحراس المسؤولين عن المركز، الذين قاموا بمضايقات وصلت لحد الاعتداء في حالات معينة، حتى أنهم بادروا لمضايقة المتطوعات اللاتي كنّ يترددن للمركز بغرض تقديم أنشطة ترفيهية للأطفال هناك، ما أدى لتوقف تلك الأنشطة.
وبالحديث مع أحد المشرفين على مركز للإيواء عن هذه المشاكل قال : نحن نسعى دائماً من أجل تقديم الخدمات المختلفة إلى كافة اللاجئين ضمن المركز في إطار توسيع الخدمات الاجتماعية والإنسانية، وإقامة الأنشطة المختلفة من خلال فريق العمل الذي يضم عدة جهات والتوعية المستمرة للاجيئن، وإعادة النظر بآلية توزيع المعونات لرفع المستوى الصحي والمساعدة لتوزيعها على الأسر المحتاجة بالشكل المطلوب والعادل وضمان وصولها لمستحقيها، وإن معظم السلال الغذائية المقدمة كمساعدات في سورية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، ويستلمها الهلال الأحمر ويعمل على توزيعها على مراكز الإيواء والمحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية التي تؤمن تغطية أكبر للمناطق.
ويبقى السؤال .. هل من حسيب أو رقيب على هذه المراكز يضمن للاجئين بعض حقوقهم المتبقية ؟؟؟؟؟؟