سورية تعد العدة للمواجهة إن لم تخرج الولايات المتحدة من أراضيها
تتجه الأوضاع، في الفترة الأخيرة، بخصوص الملف السوري نحو التعقيد المتصاعد بسبب الممارسات الأمريكية على الساحتين الميدانية والسياسية في محاولة منها للضغط على سورية وحلفائها وفي مقدمتهم الروسي كما الإيراني. إن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على ضياع البوصلة الأمريكية من جهة التعامل مع الملف السوري بعد الخسائر التي منيت بها وحلفاءها من قوى إقليمية وجيوش بديلة في الداخل السوري، ما دفع الطرفان الروسي والسوري إلى توجيه رسائل تحذيرية شديدة اللهجة يحثان فيها الولايات المتحدة على العدول عن سياساتها التي قد تذهب بالجميع إلى المجهول، والمطالبة بخروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية لعدم شرعية وجودها على عكس الحليفين الروسي والإيراني اللذان يشاركان في محاربة الإرهاب بشكل قانوني وبطلب رسمي من الحكومة السورية. حول هذه التطورات كان لوكالة “سبوتنيك” ضمن برنامج “ما وراء الحدث” حواراً خاصاً مع أمين سر مجلس الشعب السوري، الأستاذ خالد العبود. إليكم تفاصيل هذا الحوار: سبوتنيك: هل قررت سورية فعلاً دخول المواجهة المباشرة، خاصة بعد أن سمعنا تصريحات لخبراء عسكريين تتحدث مؤخراً عن حساسية المرحلة وأهمية الاستعداد الحقيقي للمواجهة؟ خالد العبود: بداية، لكم التحية وللمتابعين جميعاً، في تقديري أن السوري يشتغل وفق استراتيجية، هي استراتيجية الانتقال من منصة إلى أخرى، أو من محطة إلى أخرى، الانتقال خطوة خطوة باتجاه الأهداف التي ينتقيها أو الأهداف التي وضعها منذ مطلع العدوان عليه. أنا في تقديري، السوري إلى جانب حلفائه هو في مواجهة مفتوحة مع الأمريكي، ربما نختلف في التوصيف بين أنه بمواجهة مع ذات الأمريكي أو بشكل مباشر مع جسد الأمريكي، حتى اللحظة حاول الأمريكي بالمواجهة أو بالعدوان بجسده المباشر واستطاع السوري أن يمنعه بقوة ذاتية ثم بإدارة حكيمة للمعركة، وبتقديري الموقف السوري هذا أنا أسميه إنذار، في الحقيقة السوري يدرك جيداً أنه تقدم نحو النصر، ويدرك أن الإعاقة الأخيرة تتمثل بقوى لو بقي الأمريكي موجوداً سيبقى يساندها، بينما لو انسحب لإنهارت هذه القوى وبالتالي هو يهدد في مواجهة مفتوحة بين الجسد الأمريكي المباشر وبين أداته في الميدان. ما يحصل في هذه الأيام هي الخطوة ما قبل الأخيرة لإنهاء التدخل الخارجي في سورية، ألا وهو أن يسمي السوري الأمريكي بعينه، وأن يسجل موقفاً لجهة مواثيق دولية تحفظ له حقه في هذه المواقف، أنا لا أستبعد أن هناك ضغطاً سيمارس على الأمريكي وسيتم التوافق على تكوينات ما، من أجل تنازل الأمريكي عن أدوات معينة موجودة في الميدان حتى اللحظة. سبوتنيك: هل هذا كافي للثقة بالقدرة على مواجهة الولايات المتحدة، سورية الدولة كانت دائما تطلق مثل هذه التصريحات، لكن هذه المرة يتضح أن الوضع على شفير الهاوية أن صح التعبير، فعلى ماذا اتكأت سورية بتوجيه هذه التحذيرات؟ خالد العبود: عظيم، السؤال يجب أن يكون بأنه هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على مواجهة السوري وحلفاء السوري في جغرافية الوطن السوري؟ أنا في تقديري لا، أنت يجب أن تنتبه للمعادلة، ليس الأمريكي من يتقدم، وليس من يحرز أهدافاً، وإنما السوري إلى جانب حلفائه وأصدقائه هو من يتقدم وهو من يحقق الأهداف، وبالتالي السؤال هنا إلى متى يصمد الأمريكي في وجه هذا التقدم وهذه الانتصارات؟ لو أن الخطة الميدانية، ميدانياً واستخبارياُ وعسكرياً غير ذلك لقلت لك هل يصمد السوري؟ أنا برأيي لا، السؤال الصحيح هنا هو هل يصمد الأمريكي الآن؟ والسؤال الجوهري هو مالذي يكسبه الأمريكي من هذه المواجهة؟ وهل هو قادر من خلال بضعة مقاتلين من الأمريكيين أن يواجه السوري وحلفائه، أنا أعتقد أن المعادلة مقلوبة. سبوتنيك: لكن الأمريكي يحضر جيوش بديلة جديدة، لديه تركيا التي يعمل معها من تحت الطاولة، لديه السعودية التي تخرب في هذا المحورهنا وهناك ويحاولون إضعاف هذه القوى، هناك محاولات لإضعاف سورية من خلال إضعاف من يقف بجانبها سواء من المحيط أو في الداخل السوري؟ خالد العبود: ممتاز، هذه المحاولات ليست جديدة وهي منذ مطلع العدوان على سورية عام 2011، لكن تعال كي نطرح السؤال التالي أين التركي الآن من الأمريكي؟ هل هو التركي في 2011 و2012 و2013 أم أن التركي الآن في مكان آخر ولديه الآن أهداف مختلفة عن أهداف الأمريكي…!!!