بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

كيف تحول لاجئون سوريون إلى أثرياء في تركيا؟

السبت 18-11-2017 - نشر 7 سنة - 5451 قراءة

نشرت صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية تقريرا، تطرقت فيه إلى أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا. في الحقيقة، تمكن السوريون من الانصهار في صلب الدولة التركية بسرعة كبيرة، دون الحاجة إلى سياسة اندماج في المجتمع، على غرار ألمانيا. وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الشاب السوري ياسر حداد، البالغ من العمر 32 سنة، وصل إلى تركيا منذ ست سنوات، مع بداية الحرب في سوريا. في الواقع، كان ياسر لا يملك في جيبه سوى 20 يورو، ولكن كان لديه حلم يسعى وراءه؛ لذلك قبل بكل الوظائف التي عرضت عليه. وقبل ثلاث سنوات، قام بادخار مبلغ من المال؛ بهدف العمل مرشدا سياحيا مستقلا للعرب الذين يزورون إسطنبول. وفي حوار مع صحيفة “حريت” التركية، قال ياسر: “لقد قمت بالترويج لنفسي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي”. وفي الوقت الحالي، يمتلك ياسر شركة سياحة تقوم باستقطاب حوالي 150 سائحا عربيا إلى تركيا شهريا، ويعمل في الشركة 45 موظفا، ما جعل من ياسر مليونيرا. وتابعت الصحيفة بأن قصة ياسر لا تجسد روح المبادرة لدى ياسر فحسب، وإنما لدى ثلاثة ملايين لاجئ سوري قدموا إلى تركيا إبان الحرب السورية. في الواقع، لا يرغب هؤلاء السوريون في العودة إلى بلادهم مرة أخرى. علاوة على ذلك، يتمنى ثلاثة من بين كل أربعة سوريين في تركيا الحصول على الجنسية. أما فيما يتعلق بالحياة اليومية، فيتعرض السوريون غالبا للمضايقات من قبل الأتراك. وفي الوقت الذي عاد فيه عشرات الآلاف من اللاجئين إلى مناطق هادئة في بلادهم مرة أخرى، بقي آلاف السوريين في تركيا.

وأوضحت الصحيفة أن محمدا، وهو شاب في الـ20 من عمره، قدم إلى إسطنبول قبل سنتين من مدينة حلب شمال سورية. ويعمل محمد مع والده في محل لبيع الثلاجات.
وفي السياق ذاته، يوجد الكثير من السوريين على عكس محمد، الذين قدموا من حلب، لكنهم لا يملكون عملا، ما اضطرهم في نهاية المطاف إلى الانخراط في قطاع البناء أو الفلاحة بأجر زهيد يقل عن 10 يوروات في اليوم. وأفادت الصحيفة بأن هنالك -وفقا للأرقام الرسمية- 2.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، بينما فرّ عدد كبير منهم إلى أوروبا. ومؤخرا، بادرت الحكومة التركية بتعقب مثيري الشغب منهم، ما أدى إلى اختفاء عدد كبير من الشحاذين السوريين في شوارع إسطنبول. وفي سياق مغاير، أكدت الحكومة أن هناك بعض الأماكن في تركيا يمثل فيها السوريون غالبية مقارنة بالأتراك، على غرار مدينة “كلز” الحدودية، حيث يعيش ألف تركي، مقابل 131 ألف سوري. ووفقا لاستطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة “إنغف”، يرى نصف السوريين في تركيا مستقبلا أفضل، بينما يرغب 74 بالمئة منهم في الحصول على جواز سفر تركي. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يرغب بالفعل في منح السوريين الجنسية التركية. من جانبها، شككت المعارضة في نوايا الحكومة، معللة ذلك بأنها ترغب في كسب المزيد من الأصوات في الانتخابات القادمة. وفي الختام، أكدت الصحيفة أن غالبية الأتراك يعارضون في الوقت الحالي منح السوريين الجنسية التركية. انطلاقا من ذلك، بات حزب العدالة والتنمية التركي يخشى من خسارة أصوات ناخبيه في حال قيامه بعمليات تجنيس جماعية. وفي الأثناء، طالب أوزكان وخبراء سياسيون آخرون أنقرة بأن تبذل جهدا أكبر من أجل دمج السوريين في المجتمع التركي.


أخبار ذات صلة