أين النساء في الادارة الاعلامية..؟
صاحبة الجلالة _ لينا ديوب
غير مرة، أحدثت وزارة الاعلام في الأشهر القليلة الماضية، تغييرات لمدراء برامج ورؤساء أقسام ، في المؤسسات التابعة لها. وفي مجمل تلك التغييرات لم نر حضورا، للزميلات العاملات في الحقل الاعلامي، علما أن أقسام التحرير، وغرف اعداد البرامج تفيض بالصحفيات والمحررات، اللواتي يشهد لهن عملهن كفاءة مهنية عالية، وحضورا لا يقل فاعلية عن أي زميل ذكر، مما يدفع للسؤال عن غياب العدالة المهنية مقرونة بالعدالة الجندرية في الادارة.
أليس غريبا أن تغيب النساء عن الادارة في حقل مهني تكاد تفوق العاملات فيه من النساء، عدد الرجال، ولم يأتين إلى العمل بسبب الواسطة أو المحسوبية، بل بمسابقات وكما قلنا أثبتن جدارة وحضورا، في مختلف الأعمال التي خبرنها، لا نجد مدير تحرير سيدة، ولا أمين تحرير سيدة، ولا مديرة برامج سيدة، فهل هذه سهوة، أم مر متعمد يعكس عقلية ذكورية في الادارة غاب عنها حق العاملة بالإدارة كما حق العامل؟.
إننا بلد خصصت جزءا كبيرا من سياساتها لإشراك المرأة في الحياة العامة، وخصصت ميزانيات لتمكين النساء في مختلف المجالات، وزارة الاعلام نفسها تضم مديرية اسمها مديرية الاعلام التنموي تخصص جزء كبير من عملها لتمكين المرأة صحيا واقتصاديا ومهنيا، فكيف يغيب عن القائمين على التغيير في الوزارة تغييب المرأة؟.
أم أن الذي غاب الوعي بقضية الجندر (النوع الاجتماعي)، فلم تعكس تلك السياسات وبرامج التمكين الاهمية التي تستحق.
هنا نصطدم بالمسألة الثقافية، وأقصد مجمل حياتنا، واحوالنا في المعاش وامور الدنيا ومعاملاتنا وتصرفاتنا في الحياة اليومية، و هنا قد يكون من غير المناسب ذكر مكونات ثقافتنا التي قد ساهمت بشكل او بآخر في انتاج لن أقول الصورة الدونية للمرأة، وانما المرتبة الثانية، فالثقافة تلك لاتزال تخضع حياة المرأة لقواعد ثوابت سلوكية تجد اساسها الموضوعي في تقاسم الادوار الذي تعيد انتاجه الثقافة الابوية.
سألت في إحدى المرات رئيس التحرير: لماذا يغيب عن وظيفة أمين التحرير ومدير التحرير الزميلات، وكانت الاجابة أنها تغيب وتنشغل بأمور بيتها أسرتها، ولم يتحدث عن تقصيرها في حجم العمل، أو نوعية العمل، وأنا أعرف رؤساء أقسام ذكور يتغيبون عشرة أيام للاهتمام ببيوتهم.