بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

تركيا و "إسرائيل" في سورية: هل هي الحرب ؟

السبت 28-10-2017 - نشر 7 سنة - 1806 قراءة

أمام ما يحاك لمحور المقاومة، على هذا المحور أن يتقي شر ما يحاك له، واتقاء هذا الشر يكون بأمرين: الأول: التحصين السياسي، ورص الصفوف، ووحدة الموقف، وتفعيل أعلى درجات الاستعداد للدفاع عن النفس، وعدم التنازل عن المبادئ الوطنية التي تتمثل في وحدة الأرض والشعب، واستقلالية القرار السياسي…والتعبير عن ذلك بلغة سياسية-إعلامية لا تحتمل التأويل في الاتجاه المعاكس، أو أي قليل منه. الثاني: إعداد العديد والعتاد للذهاب إلى الحرب الاستباقية بكل ما تعني هذه الحرب من تداعيات… مخطط إنهاك القوى الممانعة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي وحلفائه العرب، لم يصل إلى أبعد مدى له بعد. في اجتماع رؤساء أركان حلفاء أميركا، وعلى رأسهم (إسرائيل) في واشنطن(اختتم أعماله يوم أمس 25/10) ربما تمت صياغة رؤية استراتيجية، إذا ما تم تظهيرها عسكريا، في الوقت المناسب، ستتمكن من توجيه الضربة الأكثر إيلاما، إذا لم نقل القاضية لمحور المقاومة، وإلى زمن بعيد… في هذا السياق نرى أن هنالك سطح من السياسات لم نتبين مدى عمقه بعد، على صعيد تعاطي الحليف الروسي مع حزمة من أزمات المنطقة، وأهمها الحرب الغاشمة على سورية، وذلك على مستوى محور المقاومة وعلى مستوى أعدائه الذين ترعاهم أميركا. * من روح هذه المقدمة أشير هنا إلى مجريات التدخل العسكري من قبل “تركيا” و(إسرائيل) في الحرب على سورية، وكل على طريقته، ولأجل غايته. تركيا: – إعطاء دور (امتصاصي حمائي) لتركيا في شمال سورية، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة) التي أدرجها مجلس الأمن في قائمة الإرهاب لديه، سواء بسواء وتنظيم (داعش)؟. كان الدور امتصاصيا(تنفيسيا) للاحتقان وللنقمة العارمة التي تعتمل في نفوس شرائح واسعة من المواطنين الأتراك والأحزاب التركية المعارضة، التي لم يتردد بعض قادتها السياسيين في اتهام حكومته عبر الصحف، أو في بياناته، على أنها بقيادة حزب ” العدالة والتنمية” متواطئة مع الحراك الإرهابي، وليس قمع حرية التعبير، إعلاميا وفكريا، بعد قصة الإنقلاب المعروفة، والتي باتت عنوان مرحلة ترؤس “أردوغان” للجمهورية، ليس ذلك إلا شيئا من قبيل التعتيم على الدور التركي الفاسد، ماليا وأمنيا، من خلال علاقته التي لم تكن مخفية مع جموع الإرهابيين من عابري الحدود التركية إلى سورية، بسلاحهم وأموالهم، بحماية أمنية تركية، دفع ثمن فضحها أصحاب الكلمة الحرة، خاصة في بعض وسائل الإعلام التركية. وسياسيا عبر تقلبات الرأي والاصطفاف – وتركيا عضو في حلف “شمالي الأطلسي” – غربا باتجاه أوروبا وأميركا، وشرقا باتجاه “روسيا الاتحادية” و”جمهورية إيران الإسلامية”، ثم العراق. وأخيرا من خلال اتخاذ الخطوة الأمنية الأولى، كما تسرب، باتجاه “سورية”… – وعلى صعيد علاقة تركيا مع الإرهاب، كان (حمائيا) لهياكل إرهابية، ينبيء به ما بات ملحوظا: هو خروج تركيا على التفاهمات، أو الاتفاقات التي تقررت في اجتماعات الدول الضامنة الأخيرة في “أستانة”. بدأت تشير إليه مراجع دول محور المقاومة، وحليفها الروسي عندما حشد الأتراك قوى عسكرية مدرعة على الحدود السورية – التركية من ناحية حلب وإدلب. تقدم جزء من هذه القوات داخل الأرض السورية، وأُعلن عن مرافقة وحدات الاستطلاع التركية من قبل عناصر من (جبهة النصرة). الغرض المعلن هو إسهام تركيا (تبييضا للصفحة) في الحرب على الإرهاب، لأنه يشكل خطرا على تركيا من جهة حدودها مع سورية، كما جاء على لسان بعض مسؤوليها، ليتبين فيما بعد إن النعومة كانت صبغة حرب تركيا على الإرهاب، لشبهة علاقتها القوية مع رؤوسه الكبيرة، من (جبهة النصرة) وغيرها، فلطالما كانت أراضيها ملاذا آمنا لتلك الرؤوس، والتي اتهم على أساسها المالي، يوما، نجل الرئيس التركي “أردوغان” ؟! ليثبت تاليا (من وجهة النظر التركية) أن من يمثل الإرهاب في الثقافة السياسية التركية هم (مواطنيها) الأكراد المسلحين، والمسيسين، من الذين لهم، تاريخا طويلا من الطموح الانفصالي عن الجسم الجيو-سياسي التركي. (إسرائيل): * غض نظر(مفترض) ومبرمج في حدود المقبول، من قبل محور المقاومة وحلفائه، عن دور عدواني إسرائيلي في سورية. بذريعة الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، يبدأ بالتحريض على سورية منذ بداية الأحداث في عام 2011، وربما قبل ذلك بكثير، ، ثم يأخذ شكل اتخاذ خطوات عسكرية تستهدف مواقع عسكرية مختارة فيها . خطوات يراد منها أن تبدو أنها منفلتة في ظاهرها السياسي، وهي بالفعل خارج قيود الشرعية الدولية. الذريعة: استهداف حركة نقل السلاح باتجاه لبنان إلى حزب الله. تبالغ (إسرائيل) كثيرا في السلوك العسكري العدواني على الأرض السورية، وتوحي بأنها على استعداد، وقادرة على شن حرب كبرى على سورية وحزب الله، إضافة إلى تحريضها للأميركي على “إيران”، لعلها تستدرج حلفاء أميركا العرب إلى الفخ، كما فُعل بعراق صدام حسين سابقا وتم نوريطه في حرب مدمرة مع “إيران” الثورة الإسلامية؟! سيما وإن (إسرائيل) تعمل باستمرار، وعلنا، على استمالة ورعاية وحماية مجموعات مسلحة معارضة للحكومة السورية، سواء أكانت إرهابية أم كانت (معتدلة). وبالتوازي نراها تشد على يد الإرهابيين الذين بدأت تشكيلاتهم تعمل طبقا للآلية التكتيكية التي تعتمدها (إسرائيل) على خطوط فض الاشتباك مع سورية في منطقة الجولان، ولتظهير جديتها في هذا السياق، راحت تحرص على الحفاظ على المظلة التي تحمي هؤلاء الإرهابيين سليمة من الثقوب، أيا كان مصدرها، والتي راحت تتسع فيها بفعل تداعيات وتطبيقات نظرية “تخفيض التصعيد” التي خرجت بها اجتماعات “أستانة” المتواترة ، الأمر الذي استدعى حرف الانتباه الإسرائيلي إلى الأجواء اللبنانية، بموجب صاروخ سوري استهدف حركة طائراتها بتوقيت مفاجئ أتى خارج الحسابات السياسية – قبل الحسابات العسكرية – للقيادة الإسرائيلية، والذي، أي هذا التوقيت، هدف إلى وضع حد، بالاتفاق على مستوى محور المقاومة، لخطوات كانت أكثر خطورة، ربما كان العقل العسكري الإسرائيلي يستعد لاتخاذها ضد سورية، التي صمدت بالقوة، في مواجهة أعتى حرب شنت عليها بأدوات خارجية وداخلية لم تكن متوقعة تماما؟! * دخلت تركيا إلى الأرض السورية باتفاق، ولو أنها ستسعى إلى استثماره ضد الأكراد، همها الأول، إلى أقصى حدود الاستثمار، وستخرج، وتخرج معها (إسرائيل) من الأجواء السورية…الأمر ان احتاجا إلى زيارتين: الأولى قام بها إلى تركيا الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والثانية قام بها إلى (إسرائيل) وزير الدفاع الروسي”شويغو” ، كما احتاجا على صعيد التدخل التركي إلى وصفه من قبل سورية وإيران بالاحتلال، ومثل ذلك على الصعيد الإسرائيلي، تم توجيه إنذرات مسبقة، أخذت شكل النصيحة، إلى الشعب الإسرائيلي، صدرت عن السيد “حسن نصر الله” بمناسبة إحياء عاشوراء…. * المنطقة بمحوريها، المقاوم والمعتدي، وصلت إلى مفترق طرق، والخاسر فيها من يصرخ أولا من ألم. أم هل تكون حرب محور المقاومة الاستباقية هي الكي الذي لا بد منه، طالما لا تزال مصادر الوجع الإرهابي من الأعداء، ينامون على كثير من الاعتزاز بالإثم، وأهم من ذلك، ربما علي شيء من صبر هذا المحور. لكن: هل ستكون زيارة للرئيس الروسي” فلاديمير بوتين” إلى طهران كافية لنزع فتيل هذا الاحتمال من الحرب، عبر كشف بعض الأسرار المطمئنة التي هي محصلة نشاط سياسي اخترق بموجبه الروس الخطوط الحمر التي رسمها الأميركي حول حلفائه من عرب وغير عرب في المنطقة؟ لننتظرْ ونرهفْ السمع فلكل حديث صدى.   رأي اليوم


أخبار ذات صلة