جهاز الركض.. من أداة تعذيب في السجون إلى النوادي الرياضية
إن كنت تشعر بأن الوقت الذي تقضيه في ممارسة الرياضة على جهاز الركض فيه نوع من التعذيب، فأنت محق بطريقة ما ، الا ان ما نعرفه اليوم بجهاز الركض بكل التطور والتقنية المرافقة له، ما هو في الأصل إلا جهاز تعذيب كان يعرفه السجناء في بريطانيا خلال القرن التاسع عشر، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وكان الشكل البدائي لهذا الجهاز من أكثر تقنيات التعذيب قسوة، وهو ما دفع بريطانيا إلى تجريم استعماله كعقوبة في السجون مع بداية القرن الـ20 باعتباره قاسيا بشكل غير اعتيادي.
وعلى مدى القرنين الفائتين انتقل جهاز الركض من أداة تعذيب إلى استثمار مربح اليوم، حيث يستحوذ على 40 في المئة من تجارة الأجهزة الرياضية التي يبلغ إجمالي قيمتها 3.5 مليار دولار في أميركا الشمالية وحدها.
الانطلاقة
تزامنت انطلاقة جهاز الركض كآلة رياضية مع الثورة الصناعية، حيث تراجعت الأعمال التي تتطلب جهدا عضليا كبيرا وانتشرت الوظائف المكتبية التي لا تتطلب الكثير من الحركة.
وفي العشرينات من القرن التاسع عشر انتشرت صورة فتاتين بكامل أناقتهما يتدربن على جهاز ركض خشبي.
وبعد نحو ثلاثين عاما من ذلك التاريخ توصل الأطباء إلى طريقة للاستفادة من جهاز الركض بقياس المؤشرات الحيوية للمرضى أثناء جريهم على الجهاز.
وفي الستينيات من القرن نفسه بدأت وتيرة استعمال هذا الجهاز تتسارع، خصوصا مع تعدد الحملات لتشجيع المواطنين على الاعتناء بصحتهم البدنية عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، ومنها تلك التي أطلقها الرئيس جون أف كيندي.
وسجلت مبيعات هذا الجهاز في الثمانينات من القرن الفائت 2000 قطعة سنويا في الولايات المتحدة، ارتفعت إلى 35 ألفا كل عام في التسعينات.
وبعد تلك النتائج أدركت الشركات الأميركية مجال الاستثمار الجديد وتواصلت الاستثمارات في الازدياد مع إنشاء النوادي الرياضية، وتطور التقنيات التي أدخلت على هذا الجهاز.
واشنطن بوست