بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

نزاعات و صراعات داخلية” إسرائيلية” على السلطة

السبت 16-09-2017 - نشر 7 سنة - 5498 قراءة

صدامات لا تنتهي وصراعات خفية وعلنية بين الطبقات المختلفة داخل المجتمع “الإسرائيلي”، يدفعك للتعرف على الطبقتين الرئيسيتين داخل هذا المجتمع العنصري، وهم “الأشكناز” و”السفارديم”.

يهود أوربا:

أولًا: اليهود “الأشكناز”,هم اليهود الذين جاءوا من أوربا، فكلمة “أشكناز” هي مرادفة لكلمة ألمانيا، حيث اكتسب اليهود الاسم بحكم انتشارهم في ألمانيا قبل قيام الكيان، وامتد مصطلح الأشكناز بعد ذلك ليشمل الفرنسيين، ومن هاجر من نسلهم إلى بولندا وليتوانيا والدول الأوربية، كما أن هذا المصطلح يعني اللغة العبرية الأرض الألمانية.

ولعب اليهود الأشكناز دوراً هاماً في إقامة “الكيان الصهيوني” على أرض فلسطين، كما ساهمت أموالهم ونفوذهم في الدول التي جاءوا منها في ازدهار الحركة الصهيونية، وأخذوا على عاتقهم تشجيع اليهود في شتى أنحاء العالم للهجرة إلى فلسطين وإقامة الكيان، فهم من الناحية التاريخية أول من وصلوا إلى فلسطين لإقامة الكيبوتسات التي كانت نواة الاستيطان.

الطبقة العليا في الاحتلال:

“الأشكناز” هم الطبقة العليا في “إسرائيل”، حيث تتمتع هذه الطبقة بالغنى والهيمنة على المؤسسات السياسية والاجتماعية والأكثر حصولاً على الأجور المرتفعة، وكان غالبية حكماء الصهيونية، الذين حضروا المؤتمر الصهيوني الأول من الأشكناز الذين يعتقد بأنهم هم من وضعوا بروتوكولات حكماء صهيون.

يهود الشرق الأوسط:

ثانيًا: “اليهود السفارديم” وهم اليهود الشرقيون أو يهود الشرق الأوسط الذي جاءوا من الشرق والدول العربية والعالم الثالث بشكل عام، وأطلق مصطلح “سفارد” على نسل أولئك اليهود الذين اتجهوا، عندما غادروا فلسطين قديماُ، إلى العراق وإيران وأفغانستان وشبه الجزيرة العربية ومصر وبلدان شمال أفريقيا، وعلى يهود القوزاق (يهود جورجيا والجبال).

كما يوصف بها اليهود الذين تعود أصولهم الأولى ليهود أيبيريا، إسبانيا والبرتغال الذين طردوا منها في القرن الخامس عشر، وتفرقوا في شمال أفريقيا وآسيا الصغرى والشام، وكثير منهم كانوا من رعايا الدولة العثمانية في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وكانت لهم لغة خاصة هي “لادينو” وهى مزيج من اللغة اللاتينية وكلمات عبرية، ولكنهم تحدثوا لغات البلاد التي استوطنوها، كالعربية والتركية والإيطالية.

وكلمة سفارد تعني “شرقي” كما أنها اسم مدينة في آسيا الصغرى تم ربطها بإسبانيا عن طريق ترجمة خطأ لأسفار موسى الخمسة إلى اللغة الأرامية، ثم أصبحت تستخدم حالياً في العبرية الحديثة للإشارة إلى إسبانيا.

أصحاب الفقر والعذاب :

السفارديم هم الطبقة الدنيا داخل المجتمع “الإسرائيلي” وهي الطبقة التي لا تملك سوى فقرها وعذاباتها، كما أن أصحابها يعملون في المهن الشاقة، وهم يحتلون المرتبة الثانية بعد العرب من حيث الدونية، والأقل أجراً، على عكس ما كانوا يعيشون حياة أفضل في الدول العربية التي جاءوا منها.

هناك هوة واسعة بين اليهود الشرقيين والغربيين داخل المجتمع الصهيوني الذي يدعي أنه مجتمع العدل والمساواة، حيث يتعامل اليهود الأشكناز بتعالي كبير مع اليهود الشرقيين، على الرغم من أن الأشكناز بذلوا جهوداً شتى لجذب يهود الدول العربية (الشرقيين) للهجرة إلى فلسطين قبل قيام الكيان، وبالتعاون مع الاستخبارات “الإسرائيلية” تم تخويف يهود الدول العربية عبر الانفجارات داخل مجموعة من المعابد اليهودية كما جرى في العراق لترويعهم وإجبارهم على الهجرة.

المجتمع “الإسرائيلي” مجتمع طبقي بطبعه، وبما أن اليهود الأشكناز هم من وصلوا فلسطين أولاً، فقد وضعوا أساس الكيان على غرار المجتمعات الأوربية التي عاشوا فيها، وهذا جعلهم يشعرون بأنهم أرقى من اليهود الشرقيين، وتحول الأمر بعد ذلك لصراع بين الطبقتين، اتخذ شتى أشكال العنف والفصل العنصري.


أخبار ذات صلة