بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

شتات “المعارضة” وحلم التوحد

الأحد 10-09-2017 - نشر 7 سنة - 5498 قراءة

في آخر تصريحاته، تساءل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، إذا ما كانت “المعارضة السياسية” قادرة على التوحد وتحديد مطالب واقعية للتفاوض مع إدراك خسارتها الحرب قبل التوجه إلى جنيف.

تساؤل استنكره المعارضون، فاعتبره “نصر الحريري” رئيس “الوفد السوري المعارض”، صادماً ومتطابقاً مع الأجندة الروسية، فيما هاجم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات “رياض حجاب” الدبلوماسي الأممي المخضرم وعد تصريحاته غير مدروسة، ردود فعل تشير إلى رفض جزء غير قليل من “المعارضة السياسية” الإعتراف بدلالات التطورات الميدانية، بينما تكرار معارضين من مختلف المنصات مضيهم بالإنحياز إلى خيارات الشعب السوري يعكس تجاهلاً لتراجع الاهتمام الدولي بالأزمة السورية، الرياض، باريس، لندن، وحتى “تل أبيب” باتت مقتنعة بأن بقاء الرئيس بشار الأسد رئيساً لسوريا أمر واقع، فيما أعلن البنتاغون وقف برامج دعم وتسليح “المعارضة المسلحة”، أنقرة من جهتها لاتريد كرد أقوياء على حدودها، بينما تصف صحيفة “غارديان” البريطانية بيان عمان عن سير العلاقة مع دمشق على الطريق الصحيح بأنه إعلان موت لمشروع المعارضة السياسية.

بنيوياً يبدو توحيد “المعارضة” بمنصاتها الثلاث القاهرة وموسكو والرياض خلال أيام طموحاً غير واقعي، فالإختلافات فكرية كانت أو سياسية عميقة وماتقبله منصة ترفضه أخرى، وعلى الأرض تتراجع دراماتيكياً واستراتيجياً المساحة التي يسيطر عليها المسلحون، وقد يكون للجماعات المسلحة من يمثلها في “المعارضة السياسية” فيما الكثير من “المعارضين السياسيين” يؤكدون عدم ارتباطهم بأي تشكيل عسكري، وفيما تتسارع التطورات الميدانية لمصلحة دمشق على “المعارضة” حسم قرارها، أن تطبق قاعدة الجميع للواحد فتتجه إلى جنيف بمطالب واقعية موحدة قابلة للتفاوض، لتضمن لنفسها حضوراً سياسياً في سوريا بعد الحرب، أو أن تصل إلى المدينة السويسرية وفود “معارضة” من عواصم عدة بأجندات مختلفة قد لا يتحقق منها ولا مطلباً واحداً.


أخبار ذات صلة