وزير الثقافة: أطمئن الناس بأن الحال الأثرية في سورية جيدة
في إطار خطته الرامية إلى تدمير التراث الحضاري والثقافي أقدم تنظيم «داعش» الإرهابي على تدمير واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في مدينة تدمر الأثرية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وذلك من خلال تفخيخ واجهة المسرح الروماني والمصلبة (التترابيلون) المؤلفة من 16 عموداً في الشارع الرئيسي بالمدينة الأثرية وتفجيرها الأمر الذي أدى إلى تدميرها».
حول آخر المستجدات للجريمة التي ارتكبها «داعش» بحق أحد أهم مكونات التراث الإنساني، أقامت وزارة الثقافة مؤتمراً صحفياً بحضور وزير الثقافة محمد الأحمد ومدير عام الآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم وذلك في المتحف الوطني بدمشق.
وصرح وزير الثقافة خلال المؤتمر الصحفي بأن «ما جرى في تدمر يوم الجمعة الفائت هو أمر متوقع فهؤلاء الدواعش يعلمون تماماً أنهم سيغادرون تدمر قريباً فهي محاولة لاستغلال ما بقي لهم من وقت في هذه المدينة العظيمة حضارياً وانسانياً وتراثياً، لتدمير ما يمكن تدميره، وأنا هنا أطمئن الناس بأن الحال الأثرية في سورية حال مطمئنة ونحن في الآثار والمتاحف نعمل مع شركائنا لحماية هذه الآثار العظيمة وبطبيعة الحال يعتبر هذا رداً على انتصارات الجيش العربي السوري في مدينة حلب.
وأكد الأحمد أن «ما جرى في تدمر يوم الجمعة الفائت هو مطلب صهيوني بامتياز ومحاولة صهيونية مدعومة من الغرب ومشايخ النفط لتدمير هويتنا وإرثنا وحضارتنا» مضيفاً إن تنظيم «داعش» هاجم أيضاً المتحف العراقي لمحو ذاكرة بأكملها وكذلك تعرض المتحف الوطني المصري للخطر في خطوات واضحة الهدف والمؤدى.
وأشار الأحمد: «إن الأوابد في تدمر تراث لا تملكه سورية وحدها بل يشاركها العالم بامتلاكه ومن هنا يأتي دور العالم بتحمل مسؤولياته تجاه ما جرى من وحشية فظيعة لم يشهدها التاريخ».
داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذا الموقع الأثري الفريد الذي يعد من أهم مواقع التراث العالمي وإلى التحرك بقوة وبجبهة موحدة للوقوف مع سورية في معركتها للدفاع عن حضارة تدمر من الدمار على أيدي الإرهابيين معتبرا «أن أي تقاعس أو تخاذل في هذا الوقت العصيب يهدد مدينة تدمر وسيكون تهرباً واضحاً وأكيداً من الواجبات الإنسانية والأخلاقية اتجاه حماية التراث العالمي وصونه».
وأفاد الأحمد أن استمرار وجود الإرهابيين في مدينة تدمر سيعرضها للمزيد من المخاطر ويدخلها في «كابوس مخيف» من تدمير الأوابد الأثرية المتبقية لأن هذا التنظيم أقدم في السابق على تدمير مجموعة من الأوابد بينها معبداً بل وبعل شمين وقوس النصر وعدد من المدافن البرجية وأيضاً قتل عالم الآثار المعروف خالد الأسعد بطريقة وحشية.
وأكد الأحمد أن ممولي تنظيم «داعش» الإرهابي من مشايخ النفط ودول الغرب يعلمون أن هؤلاء الإرهابيين سيخرجون مذلولين من تدمر قريباً لذا يسعون بما بقي لهم من وقت للقيام بعمليات تخريبية مفجعة بحق الإنسانية كمحاولة للرد على انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب.
وصرح الأحمد: «لم يرق لدول كثيرة في الغرب ولا لدول في الشرق أن يكون لسورية نهج مستقل وقيم وحضارة تدافع عنها لهذا قام هذا الحلف بينها فأرسلت كل حثالة الأرض من أجل تحطيم إرادة الشعب السوري وجره إلى أتون التبعية والارتهان لإرادة مستعمري القرن الحادي والعشرين وكان هدفهم تدمير كل ما له علاقة بحضارة سورية وما يدل عليها وعلى عراقتها فتطاولوا على أوابدها وتحفها بل دمروا أيضاً المدارس والمساجد والكنائس».
وأضاف الوزير نحن السوريين على يقين تام بأن بلادنا ستتعافى وتخرج من هذه الحرب الطويلة الظالمة ولدينا جميعاً عمل ضخم نوضح من خلاله أن سورية التي ظلت دائماً مهداً للحضارات لا يمكن أن يحولها أحد إلى ساحة لتسويق أفكار إجرامية متخلفة» مبيناً أن المؤسسات الثقافية في سورية وعلى رأسها المديرية العامة للآثار والمتاحف لديها عمل مهم لترسيخ وتأصيل الفكر الإنساني المتنور والمتحرر نحو عالم أرحب وأكثر إشراقاً بالتوازي مع الانتصارات الباهرة التي يحققها الجيش العربي السوري الباسل والقوات الحليفة والرديفة في الحرب على الإرهاب.
موضحاً أن المديرية العام للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة لم تتوقف خلال الحرب الإرهابية على سورية من تطوير أدواتها وأنشطتها بل ضاعفت مشاريعها الثقافية كماً ونوعاً.
وأشار الأحمد إلى أن المديرية قامت بتوثيق وتغليف وتصوير جميع القطع التي تم نقلها إلى دمشق والمناطق الآمنة وخاصة مقتنيات متحف دير الزور وحلب وتدمر وحماة وحمص ودرعا والقنيطرة والسويداء إضافة إلى متاحف اللاذقية وطرطوس.
وأفاد الأحمد أن المديرية عملت منذ عام 2012 على فتح علاقات استثنائية مع المنظمات الثقافية العالمية مثل اليونيسكو والاكموس وأكروم والانتربول والجمارك الدولية والجامعات والمعاهد العالمية والمتاحف للحصول على الدعم الدولي لمؤازرتها كما استطاعت إيصال رسالة التراث الثقافي السوري إلى المجتمع الدولي عبر المئات من أكبر المجلات والصحف والتلفزيونات العالمية.
الوطن