بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

بنت القليب فيلم يوثق للنساء..وموجه للذين باعوا الوطن من الرجال

السبت 21-01-2017 - نشر 8 سنة - 5889 قراءة

صاحبة الجلالة _ ضياء الصحناوي

ينقلك وليد العاقل في فيلمه الجديد "بنت القليب" إلى أماكن غابت عن الذاكرة، وشخصيات نسائية من لحم ودم، منهن من قضين في الثورات الحقيقية ضد المستعمر، ومنهن من قدمن أولادها شهداء في هذه الحرب المجنونة التي تشن على سورية. والشيء الملفت للنظر أن هذا الفيلم مهدى لأولئك الذين باعوا الوطن أو تاجروا فيه؟!. 

يقول المخرج الشاب وليد العاقل لصاحبة الجلالة عن الهدف من هذا الفيلم في الوقت الحالي: في ظل الظواهر السيئة الدخيلة على مجتمعنا السوري المُحافظ، وانتشار حالات بعيدة كل البعد عن تربيتنا الأخلاقية والوطنية، رغبت باستصراخ القيم الحقيقية والفضائل الإنسانية في داخل كل من سيشاهد بنت القليب بالعودة إلى الماضي المجيد والتاريخ الساطع لجداتنا اللواتي ساهمن بكل حركات التحرر الوطني، وكانوا الرديف الحقيقي للثوار. غير دورهم الطبيعي بتربية المناضلين الشرفاء المؤمنين بعمق ثوابتنا الوطنية والإجتماعية.

وعن المحرض الأساسي الذي دفعه لهذا العمل أضاف: من يجهل تاريخه لا يمكن أن يستشرف المستقبل. موجع أن نجري استطلاعاً على مختلف الشرائح لنكتشف حجم الهوة بيننا وبين شخصيات من لحمنا ودمنا ساهمن بصنع استقلال بلدنا. وفي أبهى الحالات وجدنا أن جيلاً كاملاً ربما سمع بالاسم ولكنه لا يعي التفاصيل. نحن كان لنا شرف المحاولة لنذكر بالتفاصيل ونوثق الحكاية. وخاصة بعد تفشي حالات الفساد والعبث باخلاقية أبناء جبل العرب وتقاليدهم الاجتماعية. مع أن هذه الحالات قليلة، إلا انها الطافية على السطح. والفيلم موجه لهؤلاء لتذكيرهم بالقيم والأخلاق.

قيلب1

أما فيما يتعلق بالظرف الذي أنتج فيه الفيلم، فأكد العاقل: في ظل هذه الظروف لا يمكن أن تتخيل المواقف الصعبة التي واجهها كادر العمل في ظل انعدام الحد الأدنى لمقومات العمل الفني. ولكن بإيمان بعض المخلصين ونبل الهدف ومشروعيته، تحول الحلم الى حقيقة. وبالنسبة للدعم المادي فقد تكفل به أحد الأصدقاء من أبناء محافظة السويداء الذين اغتربوا عن الوطن رافضاً أن ينشر اسمه، ومعتبراً نفسه جندياً مجهولاً لخدمة الفن والقضية.

يظهر في برومو الفيلم أعداد كبيرة من الممثلين غالبيتهم غير محترفين أو معروفين، حيث استند المخرج في اختيارهم على أبناء محافظة السويداء، وأضاف: معظمهم أصدقاء مقربين آمنوا بفكرة العمل وساندوني لإنجازه، والغالبية أشخاص لم تتح لهم الفرصة ليقفوا أمام عدسة الكاميرا، وليس لهم أي علاقة بالأعمال الفنية، لكن الحوارات والنص المكتوب يحاكي حياتهم اليومية سلوكاً وفعلاً.. لذلك ابدعوا و كانوا أجمل من جسد الأدوار بنظري. أعرف أنها مغامرة ولكني كنت سعيداً بها، وقد خففت عبئاً مادياً على الشركة لأن العملية الانتاجية اليوم مكلفة جداً.

مدير الإنتاج زياد أبو طافش تحدث عن الصعوبات التي واجهت العمل، فقال: تداخل النهضة العمرانية الحديثة بالأبنية الحجرية القديمة، جعلنا نبحث مطولاً عن أماكن تناسب روح العمل، والمشاهد الدرامية فيه، ولحرص المخرج وإيمانه بقيمة المكان، بالإضافة للسرد التاريخي وحبكة السيناريو والحوار، فكان الحجر والتراب والأرض من الأبعاد الهامة في تتويج المشاهد بالعمق التاريخي للأجداد ونضالهم الوطني في ذلك الوقت.

الكادر الفني والتقني لم يتجاوز ثلاثة أشخاص، حيث كانوا يقومون بتجهيز المواقع والديكور المناسب والملابس و الاكسسوارت للشخصيات، و بذل المخرج جهداً مضاعفاً لإنجاز الفيلم في ظل انعدام المقومات الأساسية من إضاءة ومعدات الصوت والمكياج والكوادر الفنية الأخرى، فكان يعتبر نفسه أمام تحدي لإنجازه وظهوره للعلن. واضطررنا في أحد المشاهد الليلية للتصوير إلى استعمال كشافات السيارات المتواجدة في المكان سعياً لتقديم مادة ورسالة تكون بصمة فارقة في العمل الدرامي بغض النظر عن الجهد والعناء، فالمشاهد لا يهمه سوى النتيجة النهائية والعمل المتكامل على الشاشة.

تعاون الأصدقاء ونخوة الأهالي في مواقع التصوير أثلج صدورنا وسهل عملنا إلى حد ما، فأحدهم قام بتحضير تنور الخبز بكل تفاصيله ومستلزماته، وقام آخر بجمع الإكسسوارات من معدات حربية قديمة تناسب المشاهد. وفتح الجميع مضافاتهم وبيوتهم لكادر العمل، وحرصوا على راحتهم طوال فترة التصوير.

 

داوود أبو شقرا الإعلامي والشاعر المعروف الذي كان الراوي الرئيسي في الفيلم قال: جاءت أهمية هذا الفيلم كونه يتحدث لأول مرة عن نضال المرأة ضد الاحتلالات التي تعرض لها الوطن، من دون التطرق إلى دور الرجل، وهي محاولة لإنصاف نضال النساء اللائي كن شريكات في المعاناة، وربما تحملن أكثر من الرجل. وقد لا ينتبه الكثيرون أن المرأة هي التي تحمل الوزر الأكبر في الحروب، ففضلاً عن معاناتها الإنسانية، هي التي تتنطع لمسؤوليات الرجل في حال غيابه لمقاومة العدو، من تأمين أساليب الحياة وتربية الأطفال، وهي أنبل مهمة يقوم بها إنسان

فأمهاتنا وجداتنا اللواتي كن في مجتمع فرض عليه الاحتلال العثماني طول قرون التجهيل والإقصاء وأساليب التجويع والتركيع وفرض الضرائب ليقف حائلاً أمام نموه وتطوره. كل هذه الأعباء كانت تقوم بها المرأة إضافة إلى الأعمال الزراعية والمنزلية، فكيف إن كانت تشارك في النضال وتتنقل مع زوجها في حرب العصابات، لا لتقديم الدعم اللوجستي والمساهمة في صنع الغذاء وتقديمه، وإنما للمشاركة في القتال بشكل مباشر، ولدينا أسماء 162 شهيدة شاركن في القتال بشكل مباشر. هذا العدد المتاح يكشف عدداً كبيراً ممن لم تصلنا أسماؤهن، كما يكشف عدد النساء الجرحى الذي يفوق ربما ثلاثة أضعاف هذا العدد عدا عن المشاركات اللائي لم تذكر أسماؤهن.

يذكر أن مدة الفيلم ستين دقيقة، ولم يتم تحديد توقيت العرض والافتتاح، ولكن على الاغلب سوف يكون عرضه بمناسبة عيد الأم، الذي يتوافق مع ذكرى رحيل سلطان باشا الاطرش.

.

بطاقة الفيلم

الراويان داوود أبو شقرة والعقيد المتقاعد زيد النجم 

تمثيل:

اعتدال شقير . سمير البدعيش . ثائر حديفه . عتاب ابوسعده . نزيه سراي الدين . لجين حمزه . بشار حاطوم . أمل العياش . عادل حمزه . سلوى العاقل . كناز ابوسعده . يوسف ثابت . اعتدال رزق صيموعه . فاديه ابوترابه . أكرم العماطوري . قيس ابوطافش . هناء المتني . غيث الجرماني . فراس زين الدين . مرهج الجرماني . عاطف مزهر . بشار مزهر . وام الشهيد صقر القنطار وام الشهداء الثلاثه ام عدنان الداهوك .

الفنيون:

مدير الانتاج زياد ابوطافش . مدير التصوير أيسر الشعراني . مساعدا التصوير ربيع الشعراني و رامي الشحف . فوتوغراف وسيم ديب . منفذي انتاج عاطف مزهر و عمار القنطار . المشرف العام غسان قيصر .


أخبار ذات صلة

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

تأثير التعليم على الفيزيولوجيا

إشراف.. الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

المايسترو ميساك باغبودريان:

المايسترو ميساك باغبودريان:

من المحزن عدم وجود أي برنامج يتحدث عن الموسيقا في قنواتنا التلفزيونية