إعلامية سورية تكتب عن مشاهد التعذيب عندما كانت معتقلة لدى الأمن
الإعلامية زينة شهلا:
بالـ2014 وأثناء فترة اعتقالي بفرع الخطيب (251)، كان "طقس" يومي اننا نسمع أصوات تعذيب المعتقلين الشباب، وكنا أحياناً نقدر نشوف الضرب والشبح من خلال فتحة صغيرة بباب الزنزانة من تحت، وبتذكر منيح أشكال أجساد بعض المعتقلين وآثار التعذيب عليها، وبتذكر منيح شكل أحد المعتقلين، كان كتير نحيف ويبدو فقد عقله وكان يوقف بالزاوية ويهتف لبشار الأسد ويضحك ويرقص. وقت كنا نطلع أحياناً "فسحة" لبرا كنا نشوف أبواب زنزانات الرجال وواضح فيها أعداد هائلة من الأشخاص المكومين فوق بعضهم وصرلهم سنين ما شافوا الشمس. سمعت من معتقلات وصلوا من غير أفرع خاصة فرع المنطقة (227) كيف كانوا يدوسوا على جثث المعتقلين خلال فترة الخروج للحمام والعودة للزنزانة، تفصيل ما عشته لأن "الحمام" بالخطيب كان داخل الزنزانة.
هي تفاصيل كتير صغيرة وكتير مكررة من آلة تعذيب وحشية وإجرامية وصّلت البلد خلال 14 سنة (إذا ما حكينا عن العقود اللي قبلها) لأنها تكون أنقاض بلد، عم ينهشها اليوم العنف والفقر ودائرة الانتقام، وعم يحاولوا أهلها بكل ما عندهم من قوة وطاقة النجاة فيها لبر الأمان.
بكل لحظة ما لازم ننسى أنو يمكن أهم حدث صار بسوريا على الإطلاق هو الخلاص من نظام الأسد، وأنو أولى خطوات النجاة هي الاستمرار بمطالبة محاكمة المسؤولين عن التعذيب في الأفرع الأمنية السورية، وعلى رأسهم رأس السلطة السابقة بشار الأسد، ورؤساء الأفرع دون أي استثناء. هاد مانه تفصيل، ومانه موضوع قابل للمساومة أو الإنكار بحجة "كنا عايشين" ويلا نسامح وننسى...
ويمكن بكل لحظة أنا رح ضل ممتنة للمساعد أول فريد المذهان، بطل سوريا اللي خاطر بحياته وسرّب صور آلاف المعتقلين اللي توفوا تحت التعذيب...