ارقام صادمة عن الطلاق ..ثلث المتزوجين في سورية يتطلقون
صاحبة_الجلالة...خاص
ازدادت حالات الطلاق في سورية خلال سنوات الحرب على بلدنا .. وهذا امر يحدث في حالات الحروب في كل دول العالم ، ولكنه ازداد في بلدنا ، ربما بسبب الحصار الاقتصادي وهجرة الكثيرين بحثا عن فرص العمل .
"صاحبة الجلالة "التقت المحامي الاستاذ خليل صالحة للحديث عن اسباب ونسب الطلاق في سورية خلال السنوات القليلة الماضية ، حيث قال :
هناك اسباب اجتماعية واقتصادية ومعرفية وثقافية ..
ومن اهم عوامل واسباب الطلاق يمكن ذكر ما يلي :
- قد يكون سوء الاختيار سببا رئيسيا للطلاق .
- جهل الطرفين او احدهما بالحقوق والواجبات المتبادلة .
- تأثر المرأة او الرجل بالصحبة السيئة ، وساهمت في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يتم تيسير الفرقة لطرفي الزواج و جر كل منهما للتحرر من سلطة الاخر ، حتى و لو كانت السلطة هي واجبات تقع على عاتق كل منهما .
وللاسف هناك مفاهيم خاطئة عن التحرر ، حيث تعمل بعض وسائل التواصل الاجتماعي على هدم قيم الصداقة والمحبة الحقيقيتين وجعلهما تبعا للمصالح الشخصية والاهواء الذاتية .
- ضعف الوعي الثقافي عن الزواج والهدف منه ، والغاية التي هي تكوين اسرة ..
ففي النظرة الاولية قد ننخدع ونتصور أن الوعي موجود ، لكن الحقيقة ، ومن خلال رؤية حالات الطلاق يتبين ان اسباب بعض المشاكل الزوجية التي لا تستدعي الطلاق ، اساسها هو الوعي الثقافي بمفهوم الزواج ، و عدم فهم شخصية الاخر ، وعدم فهم الذكر لطبيعة الانثى وعدم فهم الانثى لطبيعة الذكر ، حيث ان هناك اختلافا طبيعيا بين الجنسين ، وهذا الاختلاف هو اختلاف تكاملي وليس تنافريا ، لكن الوعي هو الذي يحدد شكل ومفهوم هذا الاختلاف .
- اختلاف الثقافات والعادات بين الزوجين .
وأوضح المحامي صالحة ان نسب الطلاق في ايامنا هذه زادت عن الماضي ، حيث كانت المرأة أكثر تحملا للمسؤولية ، والرجل اكثر صبرا والتزاما بأسرته ، وقليلا ما كان يلجأ الى تطليق الزوجة و هدم أسرته .
أما الان فتأتي معظم حالات الطلاق بسبب عدم صبر الرجل ، وعلى الرغم من وجود طرق كثيرة لحل الخلافات ، لكن عدم الحوار البناء يؤدي الى تفاقم المشكلة ، وبالتالي الى حصول الطلاق .
واشار صالحة ان المصالح اصبحث اكثر تأثيرا بمواضيع الزواج والطلاق ، حيث تراجع دور القيم الانسانية والاخلاقية كالاخلاص والمودة .. وان بناء العلاقة الزوجية على مصالح متبادلة قد توحي بالمحبة ظاهريا ، لكنها محبة زائفة .
وأضاف : لقد زادت نسبة الطلاق في هذه الظروف لخروجه عن مشروعيته ، وربما للأسباب السابقة مجتمعة ، و يضاف اليها بقوة الظروف الاقتصادية الضاغطة ، فقد تم تسجيل ٤٦٨٢٧ شهادة طلاق في سورية تم تسجيلها عام ٢٠٢٢ .
وبمعدل ارتفاع بلغ ١١ ٪ عن عام ٢٠٢١ الذي شهد ٤١٩٥٧ شهادة طلاق .
وعن النسبة بين المحافظات قال :
احتلت حلب وريفها المركز الاول .. وجاءت دمشق بالمرتبة الثانية وريف دمشق بالمرتبة الثالثة ، وحمص بالمرتبة الرابعة .
وعن نسبة الطلاق الى نسبة الزواج قال المحامي صالحة : للاسف هناك حوالي ١١ الف حالة طلاق من كل ٢٩ الف حالة زواج اي اكثر من الثلث خلال السنوات ٥ القليلة الماضية .
ويبدو ان من اهم عوامل الاستقرار الاسري الاستقرار الاقتصادي والمعيشي ، وتأمين فرص عمل تضمن حياة كريمة للاسرة .. اضافة الى ايجاد طريقة لتكريس القيم الاخلاقية والاجتماعية لمواجهة العولمة التي تعمل على تسليع الانسان وتدمير الاسرة مقابل تمجيد الفرد .