وزيرة سابقة : لإصلاح واقع الاقتصاد السوري لا بد من ثلاث خطوات
بينت الدكتورة لمياء عاصي وزيرة الاقتصاد السابقة في أكثر من مناسبة أن الاقتصاد السوري يدور في دوامة الركود الاقتصادي، فهو يترنح بين التضخم وتدني الدخل, سمته الأساسية تردي المستوى المعيشي لعموم السكان، ويقول الكثيرون إن الإنتاج هو الحل.. هذا صحيح ولكن لإصلاح واقع سيناريوهات الاقتصاد السوري لعام 2024 المتسم بارتفاع معدل التضخم وشحّ السلع والمشتقات البترولية في ظل رواتب ضعيفة على حد سواء، لابد من اللجوء إلى ثلاث قوى تغيير ودفع أساسية, كما يلي :
اللامركزية الاقتصادية:
تتمثل باضطلاع مجالس البلديات في المحافظات والمناطق بدور تنموي، حسب خريطة استثمارية لكل منطقة، حيث يكون في المجلس البلدي مختصون بالشأن الاقتصادي والمشروعات الاستثمارية، وحتى تقوم البلديات بأعمالها في الشأن الاقتصادي بشكل مرضي لا بد للمجلس البلدي من التمتع بصلاحيات كاملة بالنسبة لمنح التراخيص وأن تكون لها موازنة تساعدها على القيام بأعمالها، فهذه المشاركة في صنع القرار وتحمل المسؤوليات ستمثل رافعة قوية.
المشروعات الصغيرة والصغيرة جداً:
أثبتت تجارب الدول أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة لها دور مهم في دوران العجلة الاقتصادية، سواء من خلال زيادة الإنتاج الوطني وتحقيق نسب تشغيل أو خفض مستوى البطالة، وللتوسع في الاعتماد على المشروعات الصغيرة في سورية لابد من اعتماد مبدأ “دعه يعمل.. دعه يمر”, مثلاً: تسهيل إجراءات تأسيس المنشآت الصغيرة، وإعفاؤها من الضرائب في السنوات الأولى لبدء المشروع، والحصول على تمويل لهذه المشروعات، إضافة الى توفير الاستشارة والخبرة.
تحسين القدرة الشرائية للمواطنين:
تحسين القدرة الشرائية لأغلبية المواطنين بشكل تدريجي يعد الخطوة الأهم في تحقيق زيادة الإنتاج ورفع كفاءة الاقتصاد، لأن إجمالي الطلب في السوق الداخلي يشكل حافزاً مهماً في زيادة الإنتاج وتحقيق النمو الاقتصادي، وبالطبع, لا نقصد بتحسين القدرة الشرائية, زيادات الرواتب فقط , بل هي هدف يشمل رفع الدخل لأغلبية الناس.
مراجعة السياسات النقدية والمالية
أخيراً إن الحديث عن ثلاث نقاط رئيسية, كخطوات أولى لتعافي الاقتصاد في العام الجديد 2024, تجعلنا اليوم أكثر مطالبة بالسياسات النقدية المرنة لتحريك العجلة الاقتصادية وتحفيز عمليات الإنتاج والتشغيل, إضافة الى موضوعات كثيرة ملحة, ولا بد من تحديد الأولويات الاقتصادية، بناء على أهداف مكافحة الفقر والبطالة ورفع المستوى المعيشي لعموم الناس.
تشرين