في رؤوس السنين يتكرر قتل الأبرياء برصاص الطائشين
صاحبة_الجلالة _متابعة
هل تحول رأس السنة إلى كابوس يؤرق السوريين، وهنا لا نقصد كابوس ارتفاع الأسعار قبل أسبوع من المناسبة، لأن المواطن تعود على الغلاء بمناسبة أو من دون مناسبة، لكننا نقصد هذا الاستعراض المنفلت من كل الضوابط والقوانين بإطلاق الرصاص العشوائي الذي يهدد البشر لساعات طويلة، ويجعل التجول في ليلة رأس السنة مخاطرة قد تفقد صاحبها حياته، حارمة الناس صلاتهم الاجتماعية في هذا اليوم.
في كل عام وفي هذه المناسبة التي من المفترض أن تكون سعيدة ومحطة لتبادل التهاني والأمنيات، ولوضع برامج عمل ومواجهة المستقبل بعزيمة أقوى لتحقيق الأهداف الشخصية أو العامة، تتكرر الفوضى وتهدر دماء الأبرياء، وتُنْكب عائلات أو تقضي أشهراً طويلة في المشافي للاهتمام والسهر مع جريح برصاص شخص نشكّ بقواه العقلية عندما يسحب بندقيته وصندوقاً من الذخيرة الحية ويفتح جبهة صخباً جنونياً يروع الكبار قبل الأطفال لغاية يصعب على كل ذي لبّ فهم مغزاها.
الرصاص الذي يطلقونه في الأجواء يقتل سنوياً العديد من الأبرياء، ويصيب أطفالاً ومع الأيام تتكشف حصيلة من الضحايا في معظم المحافظات.
أما الخسائر المادية التي تحطم زجاج النوافذ والسيارات وأسقف التوتياء لمنشآت تربية الحيوانات، وفي أحيان كثيرة تثقب تلك الرصاصات الطائشة خزانات المازوت وتتسبب بحرائق أو تحرم أصحابها من التدفئة لموسم كامل، أو تتلف حتى خزانات المياه، والجديد الآن هو الخسائر التي قد تلحق بألواح الطاقة الشمسية، ما يدفع أصحابها إلى عملية الفك والتركيب التي تكلف حوالي نصف مليون ليرة.
ورغم التوعّد بالعقوبات والملاحقات والتحذيرات من قبل وزارة الداخلية لتطبيق الإجراءات التي نصت عليها القوانين، و كل التحذيرات التي تكررها الجهات المعنية في كل مناسبة والتنبيهات من أخطار إطلاق الرصاص العشوائي، إلا أن المشكلة ما زالت تتكرر، وخاصةً أن مطلقي النار لا يدفعون قرشاً واحداً كثمنٍ لتلك الطلقات التي من المفترض أن تكون لمواجهة أخطار الإرهابيين أو الوحوش أو المجرمين الذين روعوا الآمنين، ولكنها للأسف تتحول بأيدي بعض الطائشين إلى وسيلة لارتكاب جرائم غالباً ماتسجل ضد مجهول، مع أن كل من أطلق النار يوم أمس أو في المناسبات السابقة يجب أن يلاحقه عذاب الضمير مدى الحياة لأنه يتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر بإزهاق حياة البشر أو يكبّدهم خسائر مادية أو معنوية يمكن تفاديها بالعودة إلى العقل والالتزام بالقوانين وسلامة الغير التي تفقد المناسبات معانيها إذا اقترنت بهذا الطيش (الرصاصي) المرفوض قانونياً وأخلاقياً ودينياً.
.
غلوبال