ضعف فعالية الدواء السوري.. "غش و تلاعب" أم "سوء تشخيص" ! ... الدعاية وراء تفضيل أطباء صنف شركة على اخرى
صاحبة_الجلالة _ كاترين الطاس
"عنجد ما عاد يعرف الواحد كيف بدو يموت بهالبلد".. "يعني الدوا صاير متل المي وكمان عم يزيدوا سعره".. تكاد لا تخلو أي جلسة بين السوريين من سماع متل تلك العبارات أثناء الحديث عن معاناتهم اليومية في تأمين لقمة العيش بظل الغلاء الفاحش الذي يحاصرهم، ولكن المصيبة عندما يصل الغلاء للدواء ويصبح ضمن "الليستا" المخصصة فقط للطبقة "المخملية"، فارتفاع أسعار الأدوية بات لا يصدقه عاقل..
وإلى هنا يكاد يكون الأمر ليس بغريباً في بلد تعاني من حرب استمرت لأكثر من 10 سنوات، ولكن ضعف فعالية هذا الدواء الذي عُرف بجودته هذا ما يجب أن نقف عنده وعند أسبابه، فحتى الأطباء أصبحوا يفضلون شركات دواء عن غيرها وينصحون بمعامل دون غيرها..
وللحديث عن هذا الموضوع كان لصاحبة الجلالة لقاء مع الصيدلاني وعضو مجلس محافظة دمشق خلدون علي، والذي قال إن "موضوع تفضيل الأطباء لشركات أدوية دون غيرها فهذا وارد بكل دول العالم، ليس لاعتبارات ازدواجية بالمعيارية الدوائية بأن شركة تنتج الدواء وشركة أخرى تنتج نفس الدواء ولكن بجودة أقل ليس دائما هذا هو الاعتبار، ولكن لأن الدواء أيضا يتعلق بالدعاية الطبية، فهناك شركات ومعامل تهتم بالترويج لأدويتها أكثر من معامل أخرى وبالتالي كثير من الأطباء يتذكرون الشركات التي تروج بشكل مكثف لأدويتها".
وعن ضعف فعالية الدواء السوري، تابع علي: "نحن في سوريا كنا نتفاخر بأننا رواد في الصناعة الدوائية على مستوى المنطقة العربية بأكملها وبرأيي لا يزال الدواء السوري يحتفظ بجودة جيدة جدا اتجاه كثير من الدول التي لها تاريخ كبير في الصناعة الدوائية"، مضيفا: "ضعف الجودة له كثير أسباب لا يكمن فقط بعدم وجود مادة أولية بمعايير كافية، فأحيانا الدواء نفسه يكون غير مناسب للمريض وأحيانا تشخيص الطبيب يكون خاطىء ولهذا السبب لا يستفيد المريض، وليس بسبب ضعف أداء الدواء".
أما عن توقف معامل الأدوية عن الإنتاج، فقد أوضح علي قائلاً : "بالنسبة لتوقف الإنتاج بفترات معينة وعدد المعامل التي أوقفت إنتاجها، فإنه في الحقيقة ليس لدينا داتا حقيقية نحصر بها العدد، ولكن معظم المعامل أوقفت إنتاج مجموعات دوائية متعددة نتيجة الفروقات بين كلف الإنتاج وسعر المبيع للعموم ، لأنه بفترات معينة أصبح هناك تناقض، فكثير من الزمر الدوائية أصبحت كلفة إنتاجها تزيد عن سعر مبيعها ولهذا اضطر جزء كبير من معامل الأدوية في سوريا إلى توقيف إنتاج أدوية معينة إلى حين تعديل هذه الأسعار".
من جانبه، بيّن الصيدلاني رامز بركات، بأن هناك حيل في تصنيع الدواء تقوم بها بعض المعامل سببت بضعف فعالية الأدوية، وقال في حديثه لصاحبة الجلالة إن "انخفاض قيمة الليرة وارتفاع كلف التصنيع والاستيراد، دفعت بعض المعامل إلى اللجوء لبعض الحيل، ومنها تدوير بعض المواد الفعالة قريبة انتهاء الصلاحية في مستحضرات أخرى تدخل فيها نفس المادة بنسب أقل، أو تخفيض نسبة المادة الفعالة الرئيسية في الدواء بنسب بسيطة لكنها كافية لصناعة طبخات كبيرة".
يذكر بأن وزارة الصحة رفعت أسعار الأدوية بنسبة 70 _ 100 % خلال الأيام القليلة الماضية، وهذه المرة الثالثة التي تزيد بها الوزارة أسعار الدواء خلال هذا العام.