الزيارة الاقتصادية لمسقط من الداخل ..

صاحبةالجلالة

يسأل سائل ..ماذا حققت زيارة وفد رسمي و خاص لسلطنة عُمان ؟

من المهم أن نقف عند بدهيات قبل الاجابة على هذا السؤال ..

أولها أن الاقتصاد و مثل هذه الزيارات ليس المطلوب منها أن تأتي النتائج قبل أن تصل طائرة الوفد الى دمشق إنما هي مثل زراعة علاقات تأتي ثمارها لاحقا و لعل واقع السوريين كل السوريين و بعد كل هذه السنوات يجعلهم ينظرون الى كل حدث على أنه موسم الثمار و ليس هذا استعجالا مذموما لكنه مع الاسف ليس واقعيا .

البدهية الثانية أن هذه اللقاءات تعتبر بدايات في اعادة العلاقات الاقتصادية على المستويين الرسمي و الخاص .

و السوريون يعودون للتعرف على اقتصاديات الدول بعد توقف أكثر من 12 عاما فسلطنة عمان الان ليست مثل عام 2011 و سيكون علينا أن نتعرف على اقتصادها من جديد حتى نحسن التعامل معه .

في الاجابة على السؤال الرئيس فإن الوفد الرسمي حقق نجاحا كبيرا جدا تمثل في طرح أفكار مبتكرة لعل واحدة منها العمل مع العمانين على تشبيك في قطاعات مهمة لانتاج سوري باموال عمانية لصالح السوق العمانية و ما بعدها .

بمعنى آخر السوق العمانية يحتاج الى مواد معينة يمكن انتاجها في سورية و بتمويل عماني .

و اذا تم تعميم الفكرة التي قدمها بكثير من الاحترافية وزير الاقتصاد الدكتور سامر خليل فان ذلك سيكون تحولا نوعيا في مضمون التبادل التجاري بين سورية و كثير من الدول .

و هناك أفكار تم تقديمها للاشقاء في مسقط لها علاقة بالنقل و تجارة المقايضة و كلها واقعية و قابلة للتنفيذ .

اما وفد رجال الأعمال فقد بدا الأمر أكثر حيوية من خلال حضور حوالي 100 رجل أعمال عماني في افتتاح منتدى رجال الاعمال و بقي منهم 60 رجل أعمال في مباحثات مباشرة مع رجال الاعمال السوريين .

بدا العمانيون مهتمون بالسوق السورية لكنهم ليسوا على عجلة من أمرهم فلديهم أسئلة كثيرة و هي أسئلة نابعة من طبيعة رأس المال بحد ذاته و نابعة أيضا من طبيعة رجال الاعمال العمانين أنفسهم.

اما من وجهة نظر السوريين فإن اراءهم كانت ايجابية جدا بدليل استعجال التعبير عنها في مجموعات خاصة برجال الاعمال و المستثمرين و تقديمهم الشكر للقائمين على المنتدى .

ثلاث شخصيات كان عملهم يثير الاعجاب اولهم وزير الاقتصاد الذي ادار النقاشات مع الجانب العماني بروح ودية جدا و حصل منهم على وعود بعمل كل ما يمكن لتقديم الافضل لسورية .

الرجل الثاني سفير سورية في سلطنة عمان هذا الرجل يستحق التحية لانه قام بدور فعال في التنظيم و المتابعة و من الواضح أنه أتقن نسج علاقات مهمة مع مسؤولي السلطنة و مع الجالية السورية .

الرجل الثالث الذي كان يعمل على مدار الساعة رئيس مجلس رجال الاعمال السوري - العماني و هو عراب هذا اللقاء بين رجال أعمال البلدين و أظن أن مبادراته ستكون حافزا لرؤساء مجالس الأعمال للقيام بمبادرات مماثلة في عدة دول على المدى القريب .

أخير من سوء الحظ تزامن الزيارة مع ارتفاع سعر الدولار و الربط بين الأمرين ربط ساذج لكن المواطن لم يعد يحتمل و هذا من حقه فعلا أن يستمع لنقاشات اقتصادية فيما حالته المعيشية تتدهور .