حتى العيدية تلاشت هذه الأيام!!
العيدية أحد أبرز مسببات البهجة للأطفال في العيد، وغالباً ما تكون نقدية وقد تقدم في أشكال هدايا مختلفة؛ إلا أننا نلاحظ أن العيدية تتلاشى رويداً رويداً نظراً للظروف الاقتصادية التي تعيشها كل أسرة.
تتذكر خلود طفولتها عندما كانت عيديتها قليلة جداً، وكان أعلى مبلغ تحصل عليه هو ٥٠ ليرة إلى أن توقف إعطاء العيدية لها في عمر ١٤ عاماً؛ مشيرة إلى أن البعض هذا العام لا يستطيع منح أولاده العيدية، وذلك لأن بعضهم يرى أن منح العيدية سيوقع الأسرة في مأزق مادي وخاصة أن أي ولد سيحصل على ١٥ ألف كحد أدنى للعيدية.
أما مروة فتنوي هذا العام أن تختصر العيديات التي تمنحها لأولاد إخوتها، وذلك لأن الحالة المادية لا تسمح هذا العام برفع المبلغ الذي ينتظره الأولاد.
حال مروة صورة عن وضع الكثير من الأسر؛ فحاتم (رب أسرة) لم يعد باستطاعته منح أولاده العيدية بحسب قوله، فقد أصبحوا شباباً، وعندما يقرر أن يمنحهم، فيجب أن يكون المبلغ بحدود ٥٠ ألف لكل شاب وهذه ليست قدرته.
الاستشارية الأسرية نائلة الخضراء بينت أن العيدية وسيلة للتواصل والتحابب بين الأخوة والأقارب؛ لكن ما ذنب الأطفال حتى نشعرهم بالوضع الاقتصادي السيئ؛ ولكن ما نراه أن العيدية قد بدأت بالتلاشي بسبب الظروف المعيشية، وهناك من بقي محافظاً عليها، ولكن بأدنى رقم وبعضهم بات يعطى العيدية للولد الأصغر سنا؛ فالظروف الاقتصادية الراهنة أثرت في عدد من العادات والتقاليد التي اعتادها السوريون وأدت إلى تلاشيها
تشرين