تأثير إجازة العمل على الصحة النفسية
تؤكد الدراسات أهمية الإجازة للراحة النفسية، فلها فوائد كثيرة ومهمة جداً، فالعقل البشري لا يستطيع العمل من دون راحة أو ترفيه، فعندما نعمل بصورة مستمرة من دون توقف يتعطل، لذا فإن الإجازة مطلوبة للفصل بين العمل أو التعليم والعودة للعمل مرة أخرى، وفي الشعوب المتقدمة نجد أنهم يحسنون الاستفادة من الإجازات تماماً، مثل إتقانهم العمل، ولكي يستفيد الفرد من الإجازة على أفضل حال ترى صبا حميشة المرشدة الاجتماعية، أهمية وفعالية تنظيم الوقت حيث يكون هناك وقت محدد للراحة ووقت آخر لأداء هواية أو نشاط محبب للإنسان، وبذلك يمكن العودة إلى النشاط والعمل بطاقة فعالة جبارة ويجب استغلال كل دقيقة في الإجازة بما لا يتعارض مع الأسرة؛ ويجب على الآباء مشاركة الأبناء في تنظيم وقت الإجازة وأن يكون هناك وقت لتنمية مهارات جديدة أو تقوية بعض نقاط الضعف باتباع بعض الدورات التدريبية التي لا يمكن الالتحاق بها أثناء وقت العمل وعدم جعل وقت الإجازة من دون استغلال للوقت.
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بيّنت أن التخطيط لقضاء إجازة وحزم الحقائب وجمع المستلزمات كفيل برسم الابتسامة والشعور بالسعادة بمخيلتنا ليس هرباً من العمل ومتطلباته ومكانه ولكن حاجة نفسية إنسانية لضمان اتزان مستوى الصحة النفسية لنا.
واليوم مع ارتفاع درجات الحرارة واستمرار عدم انتظام انقطاع التيار الكهربائي يجد البعض في مكاتب عملهم المكيفة ملاذاً لهم من حرارة بيوتهم وقد أصبح شحن الجوالات في المكاتب أمراً لابدّ منه بديلاً عن المغامرة بشحنه في البيت، لذلك قد لا يفرح البعض بالحصول على إجازة من عملهم، فمن الطبيعي أن أي إنسان بحاجة لكسر الروتين والذهاب لرحلة ترفيهية للاستجمام، وإعادة شحن طاقاته الداخلية والنفسية ولكن مع سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يضطر العديد لقضاء إجازاتهم في المنزل، وبالتالي يعود لعمله ببرود وشعور بالذنب وكأنه يلوم نفسه لماذا يشعر بالتعب وقد عاد تواً من إجازته.
وهنا أشادت د.نجاتي بالأثر الإيجابي الذي تعكسه الإجازة السعيدة على الصحة النفسية للعاملين وتعود على إنتاجه المهني والأسري والاجتماعي بثمار بناء قوية.
تشرين