20 مليون سعر المتر المربع لشقة سكنية في دمشق.. ولا ربح اقتصادي بتجارة العقارات..!.
أوضح الخبير الهندسي الدكتور محمد الجلالي أن تجارة المنازل اليوم تعاني من حالة ركود وذلك بسبب انخفاض القدرة الشرائية لليرة السورية وتغيرها بشكل دائم، مضيفاً: «أما من يلجأ اليوم إلى بيع منزله للتجارة فيه واستئجار منزل آخر للسكن فهو يقوم بذلك لأن أسعار العقارات تعتبر مرتفعة مقارنة بالدخل، لذلك يبقى الإيجار مقارنة بالتملك أقل كلفة استثمارية، وبالتالي من الممكن أن يحقق الشخص قيمة مضافة من خلال بيع وشراء المنازل».
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار العقارات أمر طبيعي وخاصة أمام التضخم الجامح وغير الواضح الذي تعيشه البلاد، معتبراً أن ارتفاع أسعارها أقل من الارتفاع في معدلات التضخم، وإذا تم مقارنة أسعارها بمؤشر أسعار المستهلكين؛ أي ارتفاع المستوى العام للأسعار مقارنة بما قبل الأزمة، نرى أن أسعار العقارات انخفضت، والمشكلة تكمن في تراجع الدخل، موضحاً: «وبذلك نحن لا نستطيع تحديد فيما إذا كانت تجارة المنازل تربح بالفعل أم لا، لأن علم الاقتصاد يفرّق بين الربح المالي (المحاسبي) الذي يساوي الإيرادات مطروحاً منها المصاريف، والربح الاقتصادي الذي يساوي الإيرادات مطروحاً منها المصاريف مطروح منها أيضاً تكلفة الفرصة البديلة بمعنى العائد الذي كانت ستحققه هذه الأموال لو تم استثمارها في مكان آخر أي إن هذه المشاريع قد تكون رابحة مالياً ولكن مقارنة ببدائل أخرى فهي لم تحقق ربحاً اقتصادياً وهو الربح الأهم بالنسبة للاقتصاد».
وفي هذا السياق، بيّن الجلالي أن أسعار العقارات اليوم في حالة ركود وتكاد تكون أقل من التكاليف لعدم وجود طلب ودخل جيّد على الرغم من وفرة العرض في السوق، مضيفاً: «وإذا قسنا ارتفاع الأسعار وفق تغيرات أجور التكسي على سبيل المثال، تبلغ اليوم أجرة التكسي من منطقة التضامن إلى وسط العاصمة 10 آلاف ليرة، في حين كانت قبل الأزمة 25 ليرة، أما المنزل في نفس المنطقة الذي يبلغ سعره 50 مليون ليرة فكان سعره قبل الأزمة مليون ليرة، أي إن المنازل ارتفع سعرها 50 مرة فقط في حين التكاسي ارتفع سعرها 400 مرة».
وأشار إلى أن سعر المتر في العاصمة يصل إلى 20 مليون ليرة، أي إن سعر الشقة التي تبلغ مساحتها 100 متر في منطقة كفرسوسة يتراوح بين 2-3 مليارات ليرة وهذا ليس رقماً كبيراً، أما سعر ذات الشقة في ضاحية قدسيا فيصل إلى 500 مليون ليرة أي إن سعر المتر الواحد يبلغ 5 ملايين ليرة.
الوطن - جلنار العلي