لماذا لا يكون فيصل المقداد مثالاً يحتذى به لجهة التعامل مع الموظفين السابقين..؟! متى تنتقل "عدوى شكر" المقداد لزملاء السلك الدبلوماسي" إلى الزملاء "الوزراء"..!
خاص – صاحبةالجلالة
كانت لافتة مبادرة وزير الخارجية والمغتربين فيصل مقداد بتكريم سفراء سورية السابقين، لاعتبارات عدة، يتصدرها البعد الاجتماعي وما أسفر عن ذلك من رسالة مفادها بأن مكانتهم واحترامهم لا يزالان حاضران لدى إدارة مؤسستهم وكوادرها، إضافة إلى بعد تعزيز الشعور لديهم بأن خبراتهم ستبقى محط ثقة وكفيلة بالإفادة، بدليل أنه وضعهم بصورة آخر التطورات والأحداث السياسية والعسكرية على الساحة الدولية، في موقف يوحي بتحديث ما لديهم من معلومات سابقة، وفتح باب الحوار وتبادل الأفكار معهم..!.
باختصار كأن المقداد أراد أن يقول لزملاء العمل السابقين: "شكراً" ولكن بطريقة دبلوماسية..!
لن نتوقف كثيراً عند هذه المبادرة الاستثنائية فعلاً والتي تسجل للمقداد وتستحق الإسهاب في مضامينها، وذلك لافتراضنا أن الهدف منها قد وصل إلى كل ذي لبّ..!
لكن أليست هذه المبادرة جديرة بالتعميم على كل الوزارات، بحيث تحدد كل وزارة يوما ما، في مناسبة ما، اجتماعاً سنوياً مع كل من غادرها من موظفيها السابقين ولاسيما ممن كان لهم بصمات على أدائها، في وقت عزّ فيه وجود مثل هؤلاء..؟!.
ولنا أن نتصور أثر هذا الأمر في حال تحقيقه، ليس على المتقاعدين فحسب، بل على من لا يزال يعمل وينتج في المؤسسات الحكومية..!
هذا الطرح يقودونا للحديث عن حالات سلبية بدأت تتبلور لتصبح ظاهرة، تتمثل بمسارعة من يتقاعد إلى انتقاد مؤسسته بنفسٍ أشبه ما يكون "انتقامي" إن صح التعبير..!.
أيها السادة.. إن أعلى حاجات الإنسان هو الاعتراف به وبإنجازاته، وبالتالي ألا يوجد فيمن تقاعد من يستحق الشكر والتقدير، أم أن الإنكار هو سيد الموقف ولاسيما أنه سرعان ما يصبح المتقاعد في طي النسيان مجرد توقيعه "براءة الذمة"..!.
بدورنا نقول: شكراً للوزير المقداد، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ونأمل انتقال "عدوى شكر المقداد" لزملائه بالسلك الدبلوماسي إلى زملائه من الوزراء..!