بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الحاكم الاسبق للمصرف المركزي: في الأزمات يقبل عقل الناس أوراق "الشدة" كنقود ؟!

السبت 28-05-2022 - نشر 2 سنة - 2881 قراءة

كتب الدكتور دريد درغام الحاكم الاسبق لمصرف سورية المركزي :

7. في الماضي كانت النقود المصنوعة من المعادن الثمينة أساس التعامل الاقتصادي وكانت قدرة الحاكم محدودة بحجم الاحتياطات المتراكمة لديه منها. وعندما تستنزف قدرات الحاكم كان يضطر للجوء إلى الاقتراض من دول أو أعيان أثرياء مقابل مزيد من العوائد والنفوذ لهم. وهذا ما دفع بالصينيين ليكونوا من أوائل الشعوب التي عرفت قبل أكثر من 1000 سنة كيف تعوض نقص النقود المعدنية بنقود ورقية إلزامية (ائتمانية: بمعنى يأتمن الناس الحكومة على جهدهم وممتلكاتهم ومنتجاتهم مقابل سند اقتراض من الحكومة لهم). أما أوروبا فقد لزمها الانتظار لسبعة قرون إضافية للتعرف على السطوة والقوة المكتسبة من تلك الأوراق.

8. كان الناس يراجحون بين نقود المعادن الثمينة كان الناس يراجحون بين الأوراق النقدية وغيرها من وسائل الدفع الإلزامية وكلما زادت طباعة نوع ما من النقود الإلزامية (تسمى حينها نقود رديئة) يتهافت الناس على تسديد التزاماتهم بالعملة الرديئة الإلزامية (التي لا يمكن للتجار رفضها) ويكتنزون باقي العملات التي يفترضون أنها جيدة. ولا تخلو بعض الحالات من المواقف الطريفة حيث كلما تقاعست أو تأخرت فرنسا عن إرسال النقود الذهبية إلى مستعمراتها كان جاك دومول (المراقب المالي في كندا الفرنسية) يلجأ إلى مصادرة أوراق الشدة (تارو) وتقطيعها ليضع عليها أرقام الفئات ومن ثم يختمها لتصبح بذلك عملة رسمية مقبولة من الجميع حينها. ولكن عندما تمت المبالغة بعمليات الطباعة انهار ذلك النظام الذي استمر لفترات طويلة!

9. قبل النقود الائتمانية لم يكن النظام النقدي يسمح لأي مشتري (ولو كان الحاكم) بشراء أي سلعة دون وجود منتجات أو سلع يقبلها البائع منه مقابل الصفقة. وبغض النظر عن طريقة الطباعة أو كونها من خلال الحاكم ذاته أو بنك إصدار للنقد أو بنك مركزي "خاص" (كما في الولايات المتحدة) أو "عام" كما في الكثير من البلدان، فقد أصبح بمقدور الحكام شراء أي سلعة مقابل أوراق لا قيمة لها يطبعون عليها قيمة دين مع توقيعهم عليها للحصول على القيمة المقابلة (جهد أو منتجات) دون تحديد أي موعد لتسديد تلك الديون

10. في جميع الحالات التي بولغ فيها بطباعة العملة كانت الأنظمة تنهار. وهذه القاعدة ليست جديدة وإنما تكررت بكثرة عبر العقود الماضية في مختلف أرجاء العالم. فالكتلة النقدية المطروحة يفترض بها أن تتوازن حتماً مع الكتلة السلعية. وهنا لا بد من الإشارة إلى ملاحظات ضرورية: أ. يعتبر الناس أن النقود مخزن جيد للقيمة وتسمح بقياس الأسعار وتضمن عمليات الدفع بقيم مستقرة. لذلك كلما حدثت اكتشافات تجعل كمية المعدن الثمين كبيرة انخفضت قيمة العملة وتأثر دورها كمخزن آمن ومستقر للقيمة مقابل باقي السلع وهرب الناس إلى نقود مصنوعة من عملات أكثر استقراراً (مثال حالة الفضة والذهب). ب. كلما بالغ الحاكم بطباعة العملة يأتي التضخم كردة فعل طبيعية عادلة تمتص أية زيادة غير مبررة في عمليات الطباعة. وقد زعمت الدول (بما فيها المتقدمة) أنها نسبة مئوية من الأوراق النقدية المطبوعة تغطى بالذهب أو بعملات صعبة. ولكن التجربة أوضحت أن تلك النسبة مائعة فقد قامت معظم الحكومات بالتلاعب بتلك النسبة في مختلف دول العالم......يتبع

دريد درغام النمو_الاقتصادي


أخبار ذات صلة

بشر الطباع يجيب على السؤال ... من اختار اسم البوابات السبع ...

بشر الطباع يجيب على السؤال ... من اختار اسم البوابات السبع ...

أبواب دمشق السبع و الكواكب السبعة و اختيار الاسم احتاج لنقاشات طويلة

الحاجة أم الدعارة

الحاجة أم الدعارة

استدراج فتيات في دمشق للعمل بـ "الدعارة" عبر فرص توظيف "فيسبوكية"!!

خبير طاقة لـ‘ صاحبةالجلالة :

خبير طاقة لـ‘ صاحبةالجلالة :

القمر العملاق .. أيام غير مناسبة للزواج.!!!!