تخفيفاً لأعباء الزواج.. الذهب يفقد بريقه ويحضر على استحياء!
لم تقتصر تأثيرات الأسعار القياسية التي سجلها الذهب مؤخراً على النشاط الاقتصادي وحركة بيع وشراء المعدن النفيس وادخاره، بل تعداها وصولاً إلى المناسبات الاجتماعية التي يأتي الزواج في مقدمتها، حيث اكتفت فئة المقبلين على الخطوبة والزواج في العديد من مناطق محافظة درعا باليسير من الذهب لا يتجاوز في أحيان كثيرة خاتم الخطوبة فقط.
تقول إحدى السيدات في حديثها لـ"تشرين": قبل سنوات كان الذهب أحد أهم أساسيات الزواج التي كان يجب على العريس تقديمها لعروسه يوم الخطوبة، وكان وزن القطع المقدمة لا يقل عن 50 غراماً، وتشمل غالباَ الحابس والمحبس والحلق وإسوارة أو اثنتين وأحياناً العقد، وكان ثمة ما يشبه السباق بين العائلات على اقتناء الذهب يوم الخطوبة، أيها - أي العائلات- تقدم ذهباً أكثر من غيرها، ليكون مقدار ما يجري تقديمه للعروس حديثاً يجري على ألسنة الناس وقتاً طويلا بل هو مضرب للمثل.
وتضيف السيدة بالقول: كل ذلك بات من الذكريات، فمع تجاوز سعر غرام الذهب الـ200 ألف ليرة، باتت أغلبية المقبلين على الزواج اليوم تكتفي بالمحبس بوزن لا يتجاوز أربعة أو خمسة غرامات، حتى هذا المحبس بات هماً يشغل البال بعد أن وصل سعره إلى مليون ليرة.
بدوره يرى الشاب محمد أن مسألة تقديم الذهب في مناسبات الزواج، تعد نسبية وتختلف من بيئة لأخرى وتخضع للظروف المادية للعريس، والأهم من ذلك حسب رأيه مدى التفاهم بين العروسين على هذه المسألة، لافتاً إلى أن قيمة الذهب كثرت أم قلت لن تجلب معها السعادة الزوجية بل بالعكس كانت في حالات كثيرة موضع خلاف بين أهل العروسين وسببت مشكلات وصل صداها إلى المحاكم.
ورداً على الأخبار التي يتم تداولها بين الحين والآخر على مواقع التواصل حول تقديم البعض كميات كبيرة من الذهب كمهر، أشار الشاب إلى أن هذا الأمر خاطىء ولا يجب الالتفات له أو التقيد به، بل يثير مشاعر الغيرة والتنافس وقد يكون سبباً لانتهاء الزواج قبل حدوثه.
وعلى وقع الأسعار المرتفعة للذهب، خرجت أصوات أهلية للمطالبة بإلغاء الذهب مؤقتاً كشرط لازم لإتمام الخطوبة والزواج لعدم القدرة على اقتنائه وتقديمه.
يقول أبو نسيم /60/ عاماً، إنه وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة صار الزواج عبئاً على الكثير من الشباب الذين لم يعودوا قادرين على مجاراة ارتفاع الأسعار وخصوصاً الذهب، لذلك لا بد من مراعاة أوضاع الشباب المادية و يجب ألا يقف الذهب حجر عثرة في وجه المقبلين على الزواج، فالتيسير بالأمر مهم ومطلوب، لذلك لا بد أن تتكون ثقافة مغايرة للتي كانت سائدة سابقاً والتي كانت تشترط الذهب كأحد أساسيات الزواج وإلا تسبب الأمر في عزوف كثيرين عنه.
حقيقة تراجع الذهب في حفلات الخطوبة والزواج أكدها أحد الصاغة حيث بين وجود تبدل في الأولويات لدى الزبائن مع وجود عزوف شبه كامل عن القطع المشغولة فنياً التي عادة ما كان يتم اقتناؤها للمناسبات الاجتماعية كالزواج والأعياد وغيرها، لافتا إلى أن الأسعار الحالية التي بلغها المعدن النفيس بدأت تضغط باتجاه تخفيض الذهب في حفلات الزفاف والأعراس.
تشرين