البندورة لغز جديد في السوق السورية … تباع في بانياس مكان إنتاجها بأسعار قريبة من أسعار دمشق. مدير التموين: على المواطن تقديم شكوى خطية
صاحبة الجلالة _ فاطمة حسون:
يشهد السّوق انخفاض ملحوظ في أسعار الخضار باستثناء البندورة التي يتفاوت سعرها من يومٍ لآخر لكن دون انخفاض يُذكر، تحديداً في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس يتساءل أهالي المدينة كيف تباع البندورة بنفس السّعر وهي إنتاج محلي بالمدينة ذاتها لا وبل أحياناً بسعرٍ أعلى عن باقي المحافظات، فإذا كان رد جمعية حماية المستهلك أن أحد أسباب ارتفاع ثمنها هو غلاء المحروقات وأجور النّقل والتّوزيع فما هو المبرر أن تباع بنفس السّعر في المدينة المنتجة لها.
لتبقى المقارنة بين العاصمة دمشق حيث سجّل سعرها بين ٣٥٠٠ و ٤٠٠٠، ومدينة بانياس حيث تراوح سعرها في سوق الهال بين ٣٠٠٠ و ٣٥٠٠ وفي المحال التّجارية بين ٤٠٠٠ و ٤٥٠٠،
نجد أن هناك تفاوت واضح في عرض المادة بالسعر ذاته فتكلفة نقلها إلى العاصمة تزيد من ثمن عرضها كما ذُكر بسبب غلاء أجور النقل وفرق المسافة الشاسع وتكاليف النقل بين الرّيف والمدينة والرّيف والعاصمة مختلفة كلياً.
المزارع صافي تحدّث لصاحبة الجلالة أن تكلفة إنتاج البندورة مرتفعة على المزارع بدءاً من بكرة النّايلون التي تكلف كحد أدنى مليون و ٣٠٠ ألف، وأدوية وسماد وبذور وصولاً إلى مادة الفلين ( فلينة واحدة ب ٤٠٠٠ ل. س) والظّروف الطّبيعية التي يمكن أن تضر بالمحصول بأكمله من الهواء القوي والصّقيع، وأجور نقلها على المزارع، وأضاف نحن نقوم بنقلها وعرضها ببازار السّوق بسعر يختلف حسب نوعيتها وجودتها من ٢٥٠٠ إلى ٣٠٠٠.
صاحبة الجلالة رصدت آراء الشّارع هناك، حيث وصفت أم كريم البندورة بالمادة الملكية التي افتقدت من المائدة إلّا عند الحاجة والضّرورة وشراؤها أصبح بالحبة، وأردفت انخفاض أسعار باقي الخضار جيد لكن تجهيز أي وجبة مثل الكوسا أو الفاصولياء يحتاج إلى البندورة.
وقال أبو مازن من الغريب جداً أن تعرض البندورة البانياسية في بقية المحافظات السورية بسعر أقل أو مماثل للمنطقة المنتجة لها، وأكمل تكلفة طبق (السلطة أو التبولة) لعائلتي المؤلفة من ستة أفراد يكلفني اليوم كحدٍ أدنى ١٠ آلاف ل. س، فهل ننتظر بداية الشّهر لنأكل هذه الوجبة الخفيفة وتصبح من الكماليات والرفاهية؟!
مدير التّجارة الداخلية وحماية المستهلك في مدينة طرطوس بشار شدود أكّد لصاحبة الجلالة أن هناك انخفاض تدريجي لهذه المادة كبقية المحاصيل التي نشهد انخفاض أسعارها ، وأضاف شدود أنّ التّجار يتلاعبون بالأسعار ونحاول قدر الإمكان ضبط الأسعار، وأشار ندعو المواطنين إلى تقديم شكوى خطيّة لنا عند شراء أي سلعة بسعر أغلى من المتعارف عليه ، هذه الشّكوى ستكون مستجابة لأنها تساعد المواطن وتساعدنا في ضبط الأسواق، وذكر أيضاً بعد جولة في الأسواق اليوم تمت مخالفة تجار بينهم من يبيع مادة البندورة بهذا السّعر المرتفع.
و أرجع ارتفاع سعرها بشكل عام إلى التّصدير لدول الجوار، والظّروف الجوية الصّعبة التي سببت ضرراً في الكثير من البيوت البلاستيكية بالإضافة إلى قلة الطلب وكثرة العرض لاسيما أثناء عطلة العيد الطويلة.
يذكر أن انخفاضاً كبيراً سجل اليوم في أسعار الخضروات للكيلو الواحد بدءاً من الكوسا التي سجّلت بين ٨٠٠ و١٢٠٠، والفليفلة بين ١٨٠٠ و ٢٠٠٠، والخيار بين ١٢٠٠ و١٥٠٠، و الفول الأخضر بين ١٥٠٠ و ١٧٠٠، ونؤكد أن الأسعار تختلف من بائع لآخر، وتبقى البندورة في الصدارة كأعلى سعراً.