أسواق العيد كاسدة بحلب «اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب»
«الكساد الذي يضرب أسواق حلب لا علاقة له بتسوق شرائح المجتمع لمستلزمات وحاجات عيد الفطر، بل يرتبط بشكل كبير ووثيق بنضوب كل المدخرات اللازمة للصرف في شهر رمضان وفي الفترة التي تسبق العيد»، يختصر أحد محال الألبسة في حي الفرقان أسباب عزوف المتسوقين عن ارتياد المحال التجارية خلال أيام العيد.
ويرى أحد جيرانه المتخصص ببيع ضيافة العيد أن القدرة الشرائية «المتهالكة أساساً، باتت معدومة في مناسبة العيد التي لا نعول عليها أبداً في تصريف فائض معروضاتنا من أصناف المعجنات والشوكولا والضيافة، بعد أن حققنا نسبة مبيعات جيدة قبل العيد..»، ودلل على ذلك بمثل شعبي يقول: «اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب»، كناية عن عدم جدوى افتتاح المحال التجارية خلال فترة العيد.
يخالفه الرأي صاحب محل لبيع الألبسة الرجالية في حي العزيزية، في تصريحه لـ«الوطن». ويقول: «بعض المتسوقين يؤثرون الشراء خلال أيام العيد بسبب التنزيلات التي نقدمها على الملبوسات الفائضة على الحاجة أو التي لم تجد طريقها إلى التصريف قبيل العيد، ولذلك، لدينا زبائن يشترون بضائعنا في أول يومين من العيد وبحسم يصل إلى ٢٠ بالمئة لا يمكن تقديمه في فترة ذروة الإقبال على الشراء قبيل العيد».
وبشكل عام، تغلق معظم المحال التجارية أبوابها خلال أيام عيد الفطر، نتيجة تقليد قديم متوارث بالتفرغ لمعايدة الأهل والأقارب والأصدقاء والقناعة لدى التجار وأصحاب المحال التجارية بعدم جدوى العملية من الناحية الاقتصادية بسبب انصراف معظم المتسوقين عن الشراء.
ويضطر بعضهم إلى افتتاح المحال التجارية خلال العيد «لأن أيام العيد في حلب تمتد من أسبوع إلى أسبوعين وأكثر من ذلك، إذ جرى العرف أن يعيد الناس بعضهم بعضاً لفترة طويلة، إلا أنني مرغم على فتح المحل خلال العيد لكوني ادفع إيجاراً سنوياً باهظاً، وأي ربح إضافي أحققه خلال العيد مجز بالنسبة لي»، كما يقول «أبو محمد. د» صاحب محل ألبسة في حي الموكامبو لـ«الوطن».
الوطن