الإذاعية منار مراد.. عرفت الله باسمه الرحمن الرحيم واللطيف الخبير
صاحبة_الجلالة _ محاسن عبد الحي
تعرفت على الله من خلال التأمل بمخلوقاته، وساعدتني مهنتي بإعداد البرامج عامة والوثائقية خاصة في ذلك، ولطالما رددت في نفسي: بأنه يستحيل أن يكون هذا الكون المعجز نشأ مصادفة أو أنه عبثي أو نتج عن فوضى بل هناك إله خالق يعبد، هكذا لخصت مقدمة البرامج الإذاعية "منار مراد" علاقتها مع الله بتصريح حصري لموقع صاحبة الجلالة فوصفت:
سلكت درب معرفة الله من المدرسة والبيئة المحيطة، ومفهوم الإله اختزل لدي بالثواب على الخير والعقاب على الشر، ولكن مع مرور الزمن تتسع المدارك ونحكم العقل والمنطق بالمعلومات التي نتلقاها،ونتأكد بأن لله تسعة وتسعين اسم نعايشها جميعها بمواقف الحياة لنعبد الله بها كلها، وليس فقط بصفة العطاء والمنع.
عرفت الله باسمه الرحمن الرحيم وتضخم هذا المفهوم في نفسي يوماً تلو الآخر،من خلال سنوات الحرب التي عشناها جميعاً ونجونا منها وكل ما حلَّ بنا من مآسي واختبارات ودمار نفسي ومادي، وانتقلت من توصيف عام لاسم الله اللطيف الذي عرفته من خلال الكلمات إلى شعور داخلي أتعايش معه وأشعر به. فعين الله ترعاني لذلك أكثر من دعاء ربي وأقول: "آمنت بالله واعتصمت به وتوكلت عليه، ولا إله إلا الله والله أكبر، اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، يا رب لا تثقل بي أرض ولا تكره بي عبد".
وسأظل أبحث عن الله كلما أخطأت فرحمته تسترني وتنتشلني حتى في سقوطي، كما أن المواقف الصعبة في حياتي ساعدتني للتقرب أكثر منه سبحانه وكانت دليل معرفتي للجبر والإحسان من الحنّان المنّان،وأذكر منها عندما كان والدي -رحمه الله- مريض قبل وفاته بأربع سنوات أجمع سبعة أطباء على وفاته سريرياً وفقدوا الأمل، ولكني تمسكت بذي العزة والجبروت وتوجهت بكليتي لخالقي وتضرعت بين يديه وأجهشت بالبكاء والدعاء وشيء ما في داخلي يقول لي بأنه لازال على قيد الحياة، تمسكت بحبل الله المتين وحاشاه أن يخيبني وحسنت ظني بربي وقويت يقيني به،لم أنهض من مكان صلاتي حتى جاءني اتصال بأن والدك ردت إليه روحه واستيقظ، فأيقنت حينها بأنه قريب مجيب كما قال عن ذاته العليّا في سورة البقرة "وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (186)
وإني على يقين بأنه لا يوجد إنسان سيء بالكامل كل منّا له هفوت وأنه سيعود لجادة الصواب والله غفور رحيم والإنسان الجيد ربما يخطئ ولكنه حتماً سيرجع لمنبته الحسن وتنشأته الصالحة، ولا أدعي بأني ملتزمة بتعاليم ديني، وتقصيري من باب بشريتي لا من باب التعالي على خالقي، فأنا اجتهد بالتقرب منه ما استطعت وأجاهد نفسي على طاعته فسبحانه وتعالى فتح لي باباً من الخير محبب لقلبي ألا وهو جبر الخواطر ومساعدة الآخرين لأنه ما عبد الله بشيء أحب إليه من جبر الخواطر و عنواني بالحياة أن أكون إنسانة خيرة صالحة ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
ازدادت ثقتي بالله مع كل موقف صعب يقع بحياتي وشعرت بالألطاف الخفية للذات الإلهية تحيط بي وتخرجني من كل مأزق وبعدها أعرف الحكمة من ذلك فانتقلت من عبد يخاف النار ويطمع بالجنة لعبد يحب الله لأنه الخالق واستسلمت لأمره وأشعر الآن بالطمأنينة الكاملة وأجد سلواي بكتاب الله بسورة الملك بقوله تعالى " أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" 14 وسورة الرحمن لأنها عروس القرآن.