رئيس رابطة مؤذني جامع بني أمية الكبير في دمشق.. طريقي بين حي على الصلاة حي على الفلاح

صاحبة_الجلالة _ محاسن عبد الحي

بصمة صوتية رافقت مسامعنا مذ كنا صغار، داعبت مشاعرنا ظهر كل يوم جمعة، أمضى أكثر من أربعين عام في طريق الدعوة إلى الله بصوته واتخذها منبراً له لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾[فصلت: 33]

رئيس رابطة مؤذني جامع بني أمية الكبير في دمشق، محمد زهير بيلون يروي لموقع صاحبة الجلالة طريقه إلى الله فيقول:

ولدت لأسرة متدينة ولله الحمد، فأبي ومن قبله جدي ملتزمين بتعاليم الدين الإسلامي، وأقاربي لأهل أمي وأبي أيضاً، اصطحبني والدي معه للمسجد وأنا في الخامسة من عمري، وعكف على ذلك في كل يوم جمعة، وكما حثني على جميع الصلوات، فألقى الله سبحانه وتعالى حب الصلاة والأذان في قلبي.

وعندما بلغت سن الشباب المبكر أصبحت أهوى الأذان فأخذتها على عاتقي حُسبة لله بدافع المحبة وامتثال لحديث رسول الله صل الله عليه سلم،عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذنُ يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه)، وأصبحت أُذن بأي مسجد دعيت عليه، فالله لا يحرمنا الأجر والثواب لا بالدنيا ولا بالآخرة.

والتحقت بعمر الخمس عشرة عاماً بمجالس العلم،وتعرفت على بيت المنشدين الواقع خلف الجامع الأموي، بقيادة الشيخ هاشم العيطة _رحمه الله_ فتعلمت أمور ديني وأساسيات الإنشاد وشكلنا فرقة صغيرة، كنا ننشد بعد انتهاء المجلس،ثم بعد انتهائي من خدمة العلم رزقني الله متجري بسوق الحرير الذي عملت به بمهنة التطريز، وهو لصيق المسجد فقدر الله في يوم من الأيام أن قدِمت للمسجد الأموي وأذنت فيه، فسمعني الشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ نزار الخطيب_رحمهما الله_ وأحبوا صوتي وقالوا لي:" يجب أن تكون من أركان هذا المسجد"وعينوني موظف بالمسجد وإلى الآن مستمر بأداء مهمتي بكل حب والحمد لله.

أما عن حياتي فهي تدور في فلك حي على الصلاة حي على الفلاح، فالصلاة معراج المؤمن وبين الدعاء والإقامة دعوة لا ترد وإن أردت من إلهي شيء أطيل السجود فأرى الدنيا تأتيني رغماً عنها بإذن ملك الملوك، كما عرفني الناس بأني مداح الرسول فكنت لمدة خمس وثلاثين عاماً مع فرقة "صوت بلال" لأخي ورفيق دربي شيخ المنشدين منير عقلة والآن أنا رئيس رابطة مؤذني جامع بني أمية الكبير بدمشق.

وحالي مع القرآن الحال المرتحل فهو رفيق دربي وختم التلاوة لدي متتالية بفضل الله، والآية القرآنية الأحب لقلبي آية الكرسي من سورة البقرة (255)"اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"

وأنا بدوري أشجع كل الشباب الصغار الذين يحبون الإنشاد بأن يتجهوا له وللأذان لما له من شرف ومكانة في الدنيا قبل الآخرة، ولقول الرسول صلَّ الله عليه وسلم عن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المُؤَذِّنونَ أطولُ النّاسِ أعنَاقاً يَومَ القِيَامَةِ».