ارتفاع الاسعار لم يمنع من تحضير كعك عيد الفصح كتقليد متوارث في القامشلي
لم يمنع ارتفاع الأسعار وتردي الوضع الاقتصادي العائلات في مدينة القامشلي، من تحضير كعك عيد الفصح كتقليد متوارث حافظت عليه مدينة القامشلي.
وبروح مرحة وهمة عالية وتعاون مجموعة من جيران وسط حي الوسطى لمدينة القامشلي تقوم السيدة سيلفا كسبار في تحضير كعك العيد الكليجة.
وتحرص سيلفا كما قالت للبعث ميديا، على اتباع الطرق التقليدية القديمة في صناعة الكليجة، عجناً وخبزاً كجزء من تقاليد اجتماعية متبعة في مدينة القامشلي.
وأضافت أن "رائحة هذا الكعك تعني لنا البركة في هذه المناسبة ولن يثنينا عن تحضيرها ارتفاع أسعار مكوناتها.
ومكونات "الكليجة هذه الحلوى الخاصة بمنطقة الجزيرة هي الطحين مع الحليب اضافة للخميرة والسكر والسمن والتوابل المحلب والشمرى وحبة البركة والمحلب لتطهى ،بعد تخمرها في الأفران البيتية على شكل قوالب متعددة الاحجام والاشكال.
وقالت كارينيه بيدروس وهي ام لطفلتين، إن كعكة عيد هذه السنة تحل ضيفاً ثقيلا على الجيوب الفارغة.
ولفتت الى ان مكونات الكعك تخضع لتقلبات ارتفاع الأسعار، وبحسب كارينيه، باتت كلفة الكيلو الواحد حوالي 10 آلاف ل.س في حين لم تكن تتعدى الكلفة قبل الارتفاع الفاحش للاسعار في الآونة الأخيرةالى 3000 ل.س.
ورغم ذلك قالت كارينيه "إننا مستمرون في عيد الفصح بتحضير الكعك غير آبهين بالغلاء وارتفاع الاسعار،لاننا نجد فيه التعاون والخير والبركة والإيمان".
وتواجه مدينة القامشلي كباقي محافظات القطر أزمة اقتصادية ومعيشية أدت إلى ارتفاع معدل الفقر مع تراجع فرص العمل.
واعتبرت زوفيك بيدروس ربة منزل أن المشكلة الأساسية في إعداد الكعك هي الارتفاع الجنوني للسمن الذي تجاوز سعر الكيلوجرام منه الـ ١٥ ألف ليرة هذا العام في حين كان سعره لا يتجاوز ٣الاف ل.س.
وقالت آني سيمون عاملة في احدى المحلات التجارية براتب 80 ألف ل.س شهريا، أنها قامت مع مجموعة من السيدات على جمع تبرعات لتحضير كمية من كعك العيد "الكليجة" وتوزيعه على العائلات الأكثر فقرا في مدينة القامشلي.
وذكرت أن "المبادرة تسعى ايصال كعكة العيد المباركة لكل فرد في العيد واضفاء البهجة في ظل الأجواء القاتمة التي نعيشها.
من جهتها اكدت لينا كريكور ان كعكة العيد باقية في هذه المنطقة رغم العوائق المادية، لأنها تشكل جزءاً من طقوس متواصلة منذ عشرات السنين.
وتعتبر مناسبة العيد الموسم الأكثر استهلاكا للطحين والسمن والحليب، إذ تتجاوز نسبة مبيعات هذه الأصناف حدود 80 في المائة عن باقي أشهر السنة بحسب التاجر عيسى صومي.
وأضاف أن "الجيل القديم في منطقة القامشلي يربط تقليد الكعك بطبيعة الحياة الريفية التي كانت تميز مدينة القامشلي وجوارها حيث كانت وفرة في الحليب والطحين والسمن.
ويحتفل بعيد الفصح في أول يوم أحد "اعتدال الفصل الربيعي" ويعتبر من أعظم الأعياد عند الطوائف المسيحية حيث يتم فيه إحياء ذكرى قيامة السيد المسيح عليه السلام، ولهذا يعرف أيضا باسم عيد القيامة.
البعث ميديا