الإعلامي أسامة الشحادة عن علاقته بالله.. بالعقل والنقل واخترت أصعبهما

صاحبة الجلالة _ محاسن عبد الحي

هذا السؤال من أصعب الأسئلة التي يمكن أن تطرح على المرء، كأنكِ تسألينه: كيف أُطلق عليك اسمك؟ أو حصلت على لون عينيك؟ والصعوبة تأتي بعدم وجود إجابة دقيقة لدى المجيب، ذلك أن التعرف على الله ربما لا علاقة له بصنع الإنسان، وليس قادراً على التأثير به وهل الإنسان يريد التعرف عليه حقيقة أم لا ! فهذه قضية محكومة كاسمه ولون عينيه.هكذا كان رد الإعلامي أسامة الشحادة في لقاء خاص لموقع صاحبة الجلالة حول علاقته مع الله وأضاف:

وبشكل عام من يتقرب إلى الله يجد بحر جمال لا ينضب، والنفس البشرية مجبولة على حب من أحسن إليها فكيف إذا كان الخالق! فالحب فيها أصل وصفة وكلما أجبرنا قلوبنا على ألاّ تحب فإنها تختل وتفسد لأنها تبتعد عن مصدر السعادة والراحة الأبدية.

حيث يقول علماء الفلسفة هناك قيم عليا لدى البشر وهي الخير والحب والجمال ومن خلال هذه الثلاثة تكمن طرق الاختلاف بالتقرب والوصول إلى الله،فالبعض يظن أن فعل الخير هو الطريق الأقرب للوصول إليه، والفريق الثاني يرى بأنَّ الجمال الداخلي وعدم إيذاء الآخر هو الطريق الأسرع، والفريق الأخير يظن بأنَّ الحب لكل الناس هو باب الوصول للخالق،وكلهم آراء صحيحة والأهم أن نكون صالحين مصلحين.

وبالنسبة لي ثمة طريقين للوصول إلى الله هما العقل والنقل،فطريق النقل للأناس اللذين لا يريدون أن يتعبوا عقولهم بالبحث والتقصي فأرسل سبحانه وتعالى لهم الأنبياء ليرشدوهم إلى الدين الحق، وهو مطابق للجبلة والفطرة السليمة.

وأما طريق العقل فهو الأصعب لأن الإنسان يذهب بكليته لمعرفة ماهية الإله الذي يعبد وهذا الطريق يجب أن يوصلني إلى الله،لذلك نرى أنَّ الكثير من العلماء اختاروا طريق العقل لأن فيه من المتعة والإثارة للوصول للخالق مالا يوصف،حيث نجد الله جل في علاه في ألف باء كل علم نظري وهذه المعادلة الحسابية يستطيع أي إنسان عاقل أن يقرأها ويفهمها لكنها صعبة على العقل البشري وتفتنه إلا إذا ما ربطت بالنقل لتوافق الفطرة السليمة.

" كن مع الله ترى الله معك" فأنا أشعر به بأنه معي دوماً لأنني على يقين بذلك، ولكني لم أحضر دروس علم ولم أتتلمذ على يد فقيه معين،طريقي كان العلم من الكتاب في كل مناحيه هذه القراءات تصب في بوتقة واحدة عندي وهو تحصيلي للعلم وبين الإيمان الحقيقي بالقلب،والوصول لنتيجة حتمية بأن كل هذه القوانين ورائها قدرة عظمى تسمى الذات الإلهية لا متناهية القوة والقدرة والجبروت صنعت هذا العالم وهي تحفظه.

الله سبحانه وتعالى لا يحب التقعر في الدعاء، يريد من العبد أن يسأله حاجته بصدق ومحبة وذل العبودية بين يديه، وأنا من خلال معرفتي باللغة العربية أكون دقيق باختيار أدعيتي وأحبها لقلبي "اللهم ارزقني دون عناء مني أو تعب أو وصب أو نصب "

والقرآن الكريم كله جميل وكل حرف به دليل إعجازه، ولعلّنا كبشر نستمتع بآية عدا سواها بمقدار معرفتنا لشرحها وتفسيرها وبيان أسباب نزولها، وكوني ضليع باللغة فأنا لا أرى أجمل ولا أفصح ولا أبلغ ولا أوقع في نفسي من الآية الكريمة التي جاءت بسورة هود (44) بعد بسم الله الرحمن الرحيم "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"

فالسرد القصصي لقصة سيدنا نوح واستخدام الفعل المبني للمجهول وما يحويه من دلالات والأفعال في سياق الآية القرآنية وقوتها، ليس حديثي الآن في هذا اللقاء لكن أحببت أن أوصل وقعها في نفسي للقارئ علّه يستشعر معانيها معي.