مع الله الدكتور: فايز الصايغ علاقتي مع الله بين التَهّيب والتسليم
صاحبة_الجلالة _ خاص
عن علاقته مع الله وصف الدكتور فايز الصايغ ضمن زاوية " مع الله" العلاقة مع الله عز وجل حيث قال:
تهّيبت عندما طلبت مني الزميلة ميساء العلي الكتابة عن علاقتي" بالله عز وجل" بعزّ وجل اتضحت معالم العلاقة فالترديد المتداول واسع الانتشار عن عمد أو بدون عمد علاقة ما أو هوية ولائية لمن تعزّ وتجلّ .
ناقشت هذه العلاقة خلال يومين وحاولت التملص مع أنني أحببت الفكرة وهي لأول مرة تخطر ببالي الكتابة عنها .
فالمشاعر شيء والتعبير عنها شيء أخر فكثير من المشاعر أفشلها النص وكثير من النصوص توجّها المشاعر .
في البداية أنا حفيد الخوري فرح سليمان الصايغ رحمه الله فهو جدّي لأبي بمعنى أنني نشأت في بيئته وطقوسه وأخلاقه وحضوره والاحترام الواسع الذي يحظى به جراء خدماته لشريط من القرى المتناثرة على حدود الأردن جنوب سورية .
هذه المقدمة هي علاقة ثانية للهوية الولائية التي ذكرتها في المقدمة .
مهنة الصحافة التي أعتنقها بعد الشهادة الثانوية أو قبلها بقليل استحوذت وصادرت كل لحظات أو أوقات التأمل التي توفر للإنسان عموما ولمن تحمل المسؤولية مبكراً لكي يعيل نفسه ويعيل من معه باعتباري أكبر أبناء أبي رحمه الله .
لم أجتّهد للبحث في ماهية الله ولا في جوهر المسيحية ، لأني حفظت من الآداب الإسلامية وربما الأقوال والأحاديث أكثر مما حفظت من المسيحية وما حفظته من تلاوات جدّي اليومية مكنني من مرافقة وقائع بعض الصلوات دون أن أحفظها كما تدندن مع أغنية وكأنك تعرف كلماتها مع احترامي لجوهر العلاقة مع الله ..
لم اجتهد بمقدار ما اجتهدت لامتلاك ناصية الصحافة الإخبارية التي تتطلب المتابعة والمثابرة والهرولة دون أن تتمكن من التقاط الأنفاس إذا كان الحدث راهناً وعندما يتحول إلى حدث جانبي تتوالد الأحداث وهكذا حتى غرق به الورق .. سأختزل قدر المستطاع
وعندما توفر الوقت حاولت الاجتهاد الإعلامي الذي يحثّ ويتقصىّ الحقائق واستنتجَت أنني بذلك أدخل عالما كهنوتيا طوباويا ملائكيا لاهوتيا فيه أطنان من الأبحاث والدراسات والآراء والنتائج والخلاصات مما لو تعمقت في بعضها لقضيت ما تبقى من العمر بين الورق ولكنه ورق من نوع أخر وهذه علاقة ثالثة من الهوية الولائية .
وبعد حوار غير متكافىء جرى بين صديق وبيني نصحني محاوري بكتاب فلسفي يتحدث عن جوهر المسيحية لفيلسوف ألماني يدعي " لودبيغ فويرباخ " أتم انجازه عام 1839 ونشره في 1841 والذي يعتبر أيضا باختصار مشروع نقدي لواحد من أهم أسس الوهم البشري " للدين " في ظروف توحشث فيه المسيحية في القرون الوسطى كما يتوحش الإسلام السياسي في هذا الزمان ، لهذا جاءت النتائج صادمة وصارمة لكنها محطة من محطات النقد الذاتي لتصويب مسارات الشعوب وتحصين إيمانها أيا كان فرع الإيمان وهذه علاقة رابعة من الهوية الولائية.
ومما أذكره في قراءتي المتواضعة كتاب من هذا النوع والمستوى أن الفهم الإيماني أو العلاقة مع الله إما أن تكون في إطار البحث في جوهر اللاهوت أو في جوهر الإنسان نفسه فلا اللاهوت يمكن التعمق فيه نظراً لفلسفته الواسعة ولا جوهر الإنسان يمكن إدراكه ولا يمكن للإنسان أن يكتشف جوهر الأخر وماذا لّو دمجنا المنحيين معاً ؟
لذلك تراني اسلّم تسليماً مطلقاً في المحطات الولائية تارةً وفلسفياً تارة أخرى وهو ما يُمليه العقل والقلب وقد قدمت العقل عن القلب أسوة بمن أتبع العقل أولاً وما بينهما من أسرار الله عزّ وجل من جديد .