ارتفاع الأسعار يكوي جيبة “أم خالد” ويحرمها متعة الشهر الكريم
احتارت ربّة المنزل أم خالد (56 عاماً) من دمشق، كيف تحضّر إفطار اليوم كما اعتادت عليه أسرتها بأطباقه المتنوعة من السلطة والشوربة وأصناف الأرز مع الخضراوات، وطبق الحلويات، لينتهي حال مائدتها المتواضعة بطبق من الفول الأخضر بجانبه إبريق اللبن مع جملة “الحمدلله نعمة”.
وقالت أم خالد: “ارتفاع أسعار الخضراوات والمواد الغذائية بات خارج حسبان العقول، فكل يوم عندما أتسوّق أتفاجأ بارتفاع ثمن السلعة 500 ليرة سورية”.
وأضافت ” معظم العائلات السورية لاختصار أصناف الطعام على مائدة الإفطار أو التلاعب بمقاديرها، بحيث تكون ملائمة للجيبة”.
وتابعت ربّة المنزل: “ماعاد في بركة!، فإن سعر 400 غرام من البازيلاء يبلغ 8500 ليرة سورية، وكيلو الفاصولياء تراوح من 10000 إلى 12000 ليرة سورية”.
وأكملت: “البدائل صارت أساسية في حياتنا، فالخضراوات حلّت بديلاً للحم على موائدنا، ومازالت معاناتنا، ولم تعد الأكلات الشاميّة تطبّق على أصولها، فالغلاء فرض أشكالاً بعيدة كليًاً عن عادات المطبخ الشامي القديمة”.
وأشارت “بتنا نشتاق للهبرة والشرحة و الموزات و العصاعيص، ونستذكر عندما كنا نتسلّى مع عوائلنا بكيلو من الفستق الحلبي والزبيب والكاجو واللوز والجوز”.
وحافظت بعض العائلات السورية على استمرارية حضور بعض الأكلات في الإفطار خلال رمضان، وإيجاد الحلول البديلة بمبدأ “على قد بساطك مد رجليك”، لكي توفّر موائد شبه مناسبة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تشهدها البلاد تزامناً مع ضعف الدخل.
وازداد ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع حلول شهر رمضان الكريم في مختلف المحافظات السورية بتنوّع أسواقها، الأمر الذي دفع الكثير من المواطنين لشراء أقل من حاجتهم مثل ملعقة لبنة أو بيضة، فيما أصبحت الفواكه مستثناة من قائمة الأولويات.
وفي جولة لتلفزيون الخبر على بعض الأسواق المحلية في دمشق ،الثلاثاء، تراوح سعر كيلو البندورة من 4000 إلى 5000 ليرة سورية، وكيلو البطاطا من 2000 إلى 3000 ليرة سورية.
وبلغ سعر كيس السبانخ الذي يحتوي على 25 جرزة بـ 7000 ليرة سورية، وكيلو الفليفلة ٦٠٠٠ ليرة، والكوسا من 3000 إلى 4000 ليرة سورية، والجزر بـ 1500، والبصل بـ 1000 ليرة سورية، وباقات النعنع والبقلة والزعتر الأخضر بـ 800 ليرة سورية.
يذكر أن المنخفضات الجوّية وموجات الصقيع التي شهدتها البلاد، مؤخراً، أدّت إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، بالإضافة إلى قلّة توفّر المحروقات لوسائط النقل الذي أدى إلى ارتفاع الأجور، بحسب تصريحات للمعنيين.
الخبر