مع الله الإعلامي بسام جميدة كلما تاهت بي السبل لا أجد سبيلا سوى طريق الله التجأ إليه
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
لست متدينا إلى الحد الذي يمكنني فيه أن ادعي بأنني مثالي إلى درجة عالية، ولكنني أحاول دائما أن لا أكون بعيدا عن الله في كل عمل أقوم به، وأبتغي فيه وجه الله، هذه قناعاتي في الحياة، وهذا الذي تعلمته "يقيني بالله يقيني"، ولم تنقطع حبال الوصل بيني وبين ربي أبدا.
لا أنكر إنه تنتابني بعض حالات الإحباط والكآبة والحيرة في كثير من الأمور، ارتبك حينا، الجأ إلى حلول كثيرة، دون فائدة، وعندما اختلي إلى نفسي، أتساءل لماذا لم أطرق بابه، ولماذا لا التجأ إليه، حينها أقف بين يديه خجلا ذليلا مذنبا، جئت إليك يا ربي منكسرا، أعيتني الحيلة فلا تردني خائبا، يقابلني بلطفه ورحمته، ويمنحني أكثر مما أريد وأطلب.
أنه ربي الذي أتعامل معه بما أملك من إيمان ويقين، لم يخذلني في مواقف كثيرة صادفتني وحدثت معي، ولأنني أعمل في مهنة المتاعب منذ أربعة عقود من الزمن لم تكن حياتي خالية من القلق ولا من متاعب المهنة النفسية والمضايقات والتهديدات وغيرها، لم يكن لي سند في هذه الحياة سوى الله أسلم إليه أمري، يأخذ بيدي، فنجوت بفضله ومحبته ورحمته من عثرات كثيرة كادت تهوي بي لولا لطفه ورحمته.
كل ما اعمله كنت احتسبه لله تعالى ولا أبغي من خلاله سوى وجه الله، هناك من كان يلومني على فرصة لم اقتنصها ومن وراءها مال كثير كنت اعتبره غير مشروع، وهناك من لامني كثيرا لأنني ساعدت هذا أو ذاك، ولم أطلب منه مقابل، وهناك من سيّرني الله لمساعدته ذات يوم في أمر مهم وله نفوذ وحظوة ولديه القدرة على أن يرد لي أكثر مما فعلت له بكثير، ولكن احتسبت عملي لله...كتبت مئات المقالات والحوارات والتحقيقات خلال عمري المهني داخل وخارج سورية، ولكن لم أكن أقبل من أحد أجرا، فما كنت أتقاضاه من عملي كان يكفيني رغم ضآلته، وكنت اعتبر أي مساعدة هي واجبي وأن الله لن يضيع لي أجرا...
وقعت في مطبات وابتلاءات كثيرة، كان الله يرسل لي حبل النجاة من حيث لا أدري، يرسل لي من يمد لي يد العون، كيف لي أن أنسى فتاة في بيروت لا اعرفها وقفت معي وعملت المستحيل، وأوصلتني إلى حيث أريد.
كيف لي أن أنسى رجلا أصبح بين يدي الله وكان حينها قادما من البحرين إلى سورية استقبلته وقاسمته سندويشة فلافل وكاسة شاي وقبل أن يتوفاه الله أوصى شخصا ما بي، وذاك الرجل لا يعرف سوى اسمي الأول، بحث عني لعدة أشهر لينفذ الوصية ويرد لي المعروف، وكانت رحلة خيالية قدرها الله لي في عز الألم والإرهاق ليخفف عني وطأة ما كنت أعاني.
أي أشخاص يمكن أن اذكرهم اليوم وقد كانوا رسل الله إلي، ليمنحوني عطاءه، أنهم في حياتي كثر، وانه الله الذي لا يضيع عنده أجر من أحسن عملا
عندما تكون مع الله يكون معك، وعندما تكون في خدمة الناس يبعث الله لك من يساعدك، والحمد لله رب العالمين.