"كويكب يوم القيامة" يهدد الأرض.. في عام 2068
يتوقع العلماء أن يمر كويكب، أطلق عليه اسم "أبو فيس"، وهو اسم إله الشر والظلام والدمار في مصر القديمة، ولهذا عرفه العلماء باسم "كويكب يوم القيامة"، على مسافة قريبة جداً من الأرض تصل إلى 15 مليون كيلومتر، في 21 مارس (آذار) المقبل، وهي مسافة لن تؤثر على المسار المداري للكويكب، ولكنها ستكون قريبة بما يكفي لرؤيتها للشخص العادي الذي يستخدم التليسكوبات، وفقاً لما جاء في "اندبندنت عربية"
في أوائل أغسطس (آب) المنصرم، أعلن البروفيسور الروسي فيكتور غروخوفسكي، من معهد الفيزياء والتكنولوجيا التابع لجامعة الأورال الفيدرالية، عن أن كويكب يوم القيامة لا يشكل خطراً على الأرض، على الرغم من أن المسافة الآمنة لمرور أي كويكب هي 50 مليون ميل.
على أن المخاوف من هذه الصخرة العملاقة، التي يطلق عليها كويكب أبو فيس، لن تنتهي، إذ يرجح علماء الفلك أن يمر مرة ثانية في عام 2029، وعلى مسافة أقرب من الأرض، وبحجم أكبر في تلك الدورة، أما الخطر الأكبر الذي بات هاجس اختصاصيي وكالة ناسا خصوصاً، فهو مروره عام 2068، وقد صرح علماء الفلك المقيمون في الولايات المتحدة، أخيرا، بأن هناك فرصة واحدة من بين كل 530 ألف فرصة لضربه الأرض في ذلك الوقت، أي بعد نحو نصف قرن تقريباً، ومع ذلك واتقاء لشر ذلك المحلق الغريب والشرير، يتشاور العلماء الآن في كيفية إنزال شيء ما عليه لمراقبة تحليقه، ولضمان عدم حدوث أضرار من جرائه.
من خلال الصور التي التقطها علماء الفلك لـ"كويكب يوم القيامة"، تبين أن عرضه يبلغ 370 متراً، أي بارتفاع ناطحة سحاب في نيويورك، وتكشف عملية محاكاة مداره المستقبلي أنه قد يصطدم يوماً ما بالأرض، على الرغم من الفرص شبه المعدومة كما تقدم.
لكن ماذا لو حدثت الكارثة وتغير مساره ليصطدم بالأرض بالفعل؟
في الأشهر الأخيرة اكتشف العلماء في جامعة هاواي تسارعاً صغيراً لتأثير ما يعرف بـ"ياركوفيسكي"، أي القوة التي تؤثر على جسم يدور حول نفسه في الفضاء، على سطح كويكب أبو فيس، ويحدث تأثير هذه القوة عندما يغير الكويكب أو أي جرم سماوي مداره بسبب دفعة صغيرة من الحرارة، إما من تلقاء نفسه لطرد الغازات، أو دفع الجاذبية والدفع من الأجرام السماوية بما في ذلك الشمس والأرض، وفي هذه الحالة يكتشف العلماء تفاعلاً حرارياً صغيراً يمكن أن يغير مسار أبو فيس، وهنا يبقى احتمال التصادم قائماً.
هنا ونظراً لسرعة وحجم الحطام، حال الاصطدام بالأرض، سيطلق أبو فيس ما يعادل تقريباً 1200 مليون ميغا طن من طاقة "تي أن تي"، وهو ما يكفي لإنشاء فوهة يبلغ طولها نحو 5 كيلومترات، الأمر الذي يمسح مدينة كبرى من المدن الأميركية على سبيل المثال من على خريطة الوجود، ويتبخر الملايين من البشر على الفور.
في هذا السياق يقول البروفيسور ديفيد ثولين، من جامعة هاواي، والذي يتتبع مسار "كويكب يوم القيامة" منذ أن اكتُشف في يونيو (حزيران) 2004، بأن الباحثين قد عرفوا لبعض الوقت أن تأثير الكويكب على الأرض غير ممكن خلال الاقتراب المقبل عام 2029، لكن الملاحظات الجديدة التي حصل عليها العلماء من خلال تليسكوب "هاواي سوبارو"، في وقت سابق من هذا العام، كانت جيدة بما يكفي للكشف عن تسارع "ياركوفسكي"، لأبو فيس، وأظهرت تلك الملاحظات أن الكويكب ينجرف بعيداً عن مدار الجاذبية البحتة بنحو 170 متراً في السنة، الأمر الذي يعني أن سيناريو اصطدامه بكوكب الأرض عام 2068 وارد وبقوة، ومعه كل تلك الاحتمالات المخيفة المتقدمة.