أخصائية بالعلاج النفسي: أقرب ما يلامس شغاف قلبي …ألم نشرح لك صدرك …
صاحبة الجلالة _ محاسن عبد الحي
عشت حياتي كلها بطاعة الله ليس بفضل مني وإنما بفضله سبحانه، هكذا صرّحت أخصائية العلاج النفسي الأسري الدكتورة لينة الحمصي في لقاء خاص لموقع صاحبة الجلالة ضمن زاوية شهر رمضان المبارك ( مع الله).
عرفت الله منذ الصغر حيث تربيت في بيئة متدينة ولله الحمد، لوالدين ملتزمين بمجمع الشيخ أحمد كفتارو-رحمه الله-وكنت أصحبهما لمجالس العلم حينها، غرست والدتي في نفسي منذ ذاك الحين أن أكون داعية إلى الله، فأحببت الفكرة وتقبلتها ولطالما دعوت الله بهذا الدعاء"اللهم اجعل نصرة دينك على يدي، وألق عليَّ محبة منك، واصطنعني لنفسك، واصنعني على عينك" وجاءني ما طلبت.
فالتحقت بالمعهد الشرعي بالأول الإعدادي بكل رغبة وحب،وشرعت اجتهد على نفسي وأطبق ما تنصح به المربيات من حفظ لكتاب الله وقراءة قرآن وترديد الأذكار، وانشغلت بالأمور المفيدة مع الصحبة الصالحة وكنّا نتسابق لحفظ كتاب الله لقوله تعالى:"وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ" المطففين 26، مما خفف وطأة المراهقة وكل ما يلحق بها من تبعات،ووجدت لذة بالطاعة لم تفارقني حتى اللحظة.
ثم أردفت ذلك بالعلم الشرعي للوصول إلى الله، فدرست كلية الشريعة بجامعة دمشق ثم الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية، وعملت بمهنة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين وأنا لا زلت طالبة في سن الـ 21عاما، درّست من هنَّ أكبر مني سناً لِيَحزْنَ على العلم الشرعي وليربطنه مع العلم الدنيوي، واستطعت بفضل الله أن أبرز نفسي في سبيل الدعوة إلى الله ودأبت بالتحضير للمواد التي أُدرسها ورافقني في تلك الفترة مكتبة الأسد قبل وجود الانترنت.
وأنا بمرحلة الدكتوراه رزقني الله تعالى الزوج الصالح وهو الداعم والسند بطريقي لطلب العلم الشرعي والدعوة إلى الله ووهبنا ربي ولدين، لم يوقفني ذلك عن دربي قيد أنملة فبتنظيم الوقت واستثماره بالشكل المناسب ووضع كل شيء في نصابه فلا يطغى جانب على آخر مرت حياتي متوازنة وعلاقاتي الاجتماعية جيدة خصوصاً مع أهل زوجي وأهلي،وحضرت مؤتمرات وندوات علمية في شتى بلاد الأرض برفقة زوجي وأنا أمارس الدعوة إلى الله.
في العام 2013م عرض عليَّ إعداد وتقديم برنامج "همسات" على قناة الرسالة الفضائية ل100حلقة تلفزيونية فكنت أُعد كل يوم 10حلقات وأسجلها وبدأ بث الحلقات على التلفاز ولم أكن أنجزت سوى 20 منها وعشت التحدي الأكبر حينها، ولكن بفضل الله ثم مساعدة زوجي لي وتحمله أعباء المنزل عني والجلوس أوقات أكثر مع الأولاد وتفهمهم لمشاغلي وطبيعة عملي ساعدني في نجاحي،فأنا أعتقد بأنَّ تربية الأولاد ليست بالكم وإنما بالكيفية التي أمضي الوقت معهم واختياري لمواضيع الحوار معهم وأفيدهم وأنصحهم وأشعرهم بمحبتي تجاههم، واستطعت أن أنهي المطلوب مني على أكمل وجه وبدأت رحلتي بالدعوة إلى الله على الأقنية الفضائية بعدة برامج مثل: باقات رمضانية وصحابيات وفقه المرأة والمرأة بين النص والممارسة.
النقطة المفصلية في حياتي الدعوية هوالانفتاح العقلي على المناهج الفكرية وتعزيز الوسطية والاطلاع على كل ما يستجد على الساحة الدعوية والتعرف على آراء العلماء واجتهاداتهم في مستحدثات الأمور وأخذ المفيد منه نتيجة وجود الانترنت وأصبح وسيلتي لتوسيع الأفق وتلقي ردود أفعال المتابعين من خلال التعليقات وعدد المشاهدات على منصات السوشل ميديا الخاصة بي.
ويحضرني دائماً كلام الله عز وجل وأجد راحتي النفسية بين جنبات كتابه العزيز وأقرب مايلامس شغاف قلبي آيات محكمات من الذكر الحكيم أرددها في السراء والضراء وأشعر بعدها براحة عجيبة في صدري ألا وهي بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :
أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ (1) وَوَضَعنَا عَنكَ وِزرَكَ (2) ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهرَكَ (3) وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ ٱلعُسرِ يُسرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلعُسر يُسرا (6) فَإِذَا فَرَغت فَٱنصَب (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرغَب.
رددها معي بقلبك ينشرح صدرك ويقضى همك وينفرج كربك.