سوق سوداء للأعلاف.. مدير مؤسسة الأعلاف: لولا تدخلنا لكانت الأسعار أضعافاً!
ارتفاع كبير جداً في أسعار مشتقات الألبان واللحوم، والمتهم الأبرز لذلك هو زيادة أسعار الأعلاف، ومن الجدير ذكره وجود سوق سوداء للأعلاف أيضاً، فالبعض يحتكر المادة لبيعها بسعر مرتفع أثناء حاجة مربي الدواجن والمواشي لها، فعلى سبيل المثال سعر كيلو الذرة تجاوز الألفي ليرة في السوق إلا أن سعرها الرسمي في المؤسسة العامة للأعلاف ألف وخمسمئة ليرة ، فالاحتكار والبيع بسعر زائد للأعلاف انعكسا سلباً على واقع الأسعار في الأسواق .
وعن ذلك قال المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط : إنه لولا مؤسسة الأعلاف لكانت الأسعار أضعافاً مما هي عليه الآن، بسبب التدخل الإيجابي، فمنذ تاريخ ٢٠/١/٢٠٢٢ وإلى الآن تم بيع الأعلاف لمربي الدواجن والمواشي بمقدار ٧٧ ألف طن بسعر التكلفة، وتم شراء 66 ألف طن، فالمؤسسة دائماً ما يكون لديها رصيد إضافي من الأعلاف، ففي الشتاء البيع من رصيد المؤسسة، أما في الصيف فتزداد المشتريات وتقل المبيعات لأنه في هذا الفصل جميع المربين يعتمدون على بقايا المحاصيل لتكون بمنزلة أعلاف، وخلال عام ٢٠٢١ تم البيع بـ٦٧٥ مليار ليرة، ودَعم قطاع الثروة الحيوانية بحدود التسعين مليار ليرة من خلال تزويدهم بالأعلاف بسعر أقل من السوق.
وبيّن شباط أن القطاع الخاص يهتم بالربح ويزيد الأسعار، فعند شراء المادة بسعر مقبول مباشرةً يزيد سعر المبيع لديه لأسباب غير مبررة ومنها الخوف من ارتفاع سعر الدولار.
ولفت شباط إلى أن المؤسسة مستمرة في تأمين المواد العلفية، إلا أن دورها وحدها لا يكفي في السوق المحلية، ومن ناحية الأسعار فهي مرتفعة عالمياً، فإغلاق الموانئ نتيجة الأزمة الروسية – الأوكرانية أدى إلى الكثير من الصعوبات، موضحاً أن روسيا وأوكرانيا تؤمن ٣٠٪ من الاحتياج العالمي للذرة، وحالياً لا يمكن استيراد الذرة، وموسم الشعير ليس الآن، وهاتان المادتان تعدّان من الأساسيات كمواد علفية، وسورية بحاجة إلى حوالي من مئة ألف إلى ثلاثمئة ألف طن من الذرة لأن قطاع الدواجن لا يتغذى إلا على الذرة وكسبة الصويا.
وأشار شباط إلى أن وزير الزراعة شجع على زراعة محصول الذرة بشكل أكبر بشرائه من الفلاح بسعر السوق إضافة إلى دعمه، وستبدأ زراعته ابتداءً من نيسان القادم وموسمه قريب جداً.
وبين شباط أنه يجب على المربين الاعتماد على طريقة مختلفة لتغذية القطيع والثروة الحيوانية من مخلفات المحاصيل الزراعية، فسورية كانت تمتلك قبل الأزمة حوالي تسعة ملايين طن من بقايا المحاصيل سواء من القمح أم الشعير أو الذرة وهي أغذية يمكن استخدامها كمادة علفية خضراء والاحتفاظ بها مدة عام كامل، وحالياً من المتوقع تدنيها إلى حوالي خمسة ملايين طن نتيجة الجفاف، وتالياً يجب على مربي المواشي الاحتفاظ بها أثناء توفرها وعدم بيعها لأنه سيضطر لشرائها في فصل الشتاء أثناء الحاجة إليها بأسعار مضاعفة، لافتاً إلى أنه حتى إن لم يكن المربي منتِجاً لهذه المحاصيل فيمكنه شراؤها أثناء موسمها بأسعار مخفضة بكميات كبيرة بما أنها سترتفع فيما بعد.
أما بالنسبة للاقتراح الذي تم تقديمه من مدير تموين فرع ريف دمشق باستيراد حبة الصويا والاستفادة منها في إنتاج الزيت باعتبار أنه توجد ثلاثة معامل لتصنيع زيت الصويا والفائض منه كسبة فول الصويا يُستخدم كمادة علفية، أوضح شباط أن هذا الأمر كان معمولاً به في السابق وحتى حالياً ولكن بشكل قليل بسبب الصعوبات في الاستيراد بالوقت الراهن ولجوء أوروبا لاحتكار المواد خوفاً من حدوث أزمة غذائية للبشر أو لقطاع الثروة الحيوانية.
تشرين