تقويم قديم يحدد نهاية الالم في العام ٢٠٦٦
«تقويم المايا» ليس بسيطًا كما تتخيل، فهو عبارة عن ثلاثة تقويمات متداخلة معًا، مثل دوائر ذات تروس، كل واحدةٍ منها تحسب دورة زمنية مختلفة عن الأخرى، لنفهم ذلك بشكلٍ أكثر بساطة عليك التفكير في دائرة كبيرة تحسب دورة زمنية طويلة – فكر فيها كعصر أو حقبة – ومن ثمَّ فكر في دائرة أصغر تتماس مع تروس الدائرة الكبيرة من الخارج، دائرة تقيس دورة زمنية أقل عددًا من السنوات، وفي النهاية دائرة صغيرة جدًّا داخل الدائرة المتوسطة تتماس هي الأخرى مع الدوائر الأخرى، وفي كل عام تن
تقويم المايا» الذي تنبأ بنهاية العالم
صورة تخيلية لتقاويم حضارة المايا كما وردت في الوثائقي
ويمثل التقويم الأول، دورة الزمن الطويلة، وهو دورة كونية، كانت شعوب المايا تظن أن كل دورة من هذه الدورات تساوي مليونين و880 ألف يوم، أي نحو 7885 سنة شمسية، ومن ثمَّ يأتي التقويم الإلهي في الوسط وهو تقويم من 260 يومًا به 20 فترة، كل واحدة مكونة من 13 يومًا، ويجري من خلاله تحديد مواقيت الاحتفالات الدينية لشعب المايا، وأخيرًا التقويم المدني؛ والذي يقيس الأيام الحالية، والتقويمات الثلاث دورية.
يمكنك فهم مدى تعقيد تقويم المايا الآن، فوفقًا لما خلفوه من نقوشٍ؛ فالزمن بالنسبة إلى المايا يمكن تقسيمه إلى دورات كبيرة وقصيرة تتماس بعضها بعضًا في دورة كونية كبيرة، ولإعادة التاريخ نفسه يجب أن تدور الدوائر عددًا معينًا من الدورات، بمعنى أنه ليمر يوم متطابق بين التقويمات الثلاثة يجب أن يمر نحو 52 عامًا.
ولذا قسَّم شعب المايا الزمن إلى دورات قصيرة وطويلة، كانت إحداها على سبيل المثال عبارة عن 19 سنة شمسية، وهي نتاج مرور 149 قمرًا و4400 يوم، وفي نهاية كل دورة كانوا يقيمون الاحتفالات الدينية ويشعلون النيران، لتوديع دورة زمنية واستقبال أخرى.
وبالنسبة إلى المايا كان الزمن مفعمًا بالحيوية، ويمثل رحلةً كونيةً عبر مجموعة من الأحداث؛ ولأن طريقة العد في التقويمات الثلاثة كانت مرتبطة الأيام؛ فقد كان لكل يوم شخصية معينة، تجعله مواتيًا أو غير مواتٍ للقيام بأفعالٍ معينة؛ وقد اعتمدوا على الفلك لتحديد شخصية اليوم بحسب مواقع الشمس في السماء؛ ومن خلال ذلك اختاروا أيام الاحتفالات الدينية والطقوس الخاصة بعاداتهم وتقاليدهم، كما رمزوا للأيام بشخصيات الآلهة وصور الحيوانات.
في 21 ديسمبر (كانون الأول) 2012، انتهى العد في التقويم الطويل لحضارة المايا، والذي امتد نحو 5125 عامًا، إذ بدأ العد من عام 3114 ق.م، ويمثل «الدورة الكونية» التي من المفترض أن ينتهي الكون عندها ليبدأ دورة كونية من جديد، وكان ذلك بحسب علماء الآثار هو الذي تسبب في الضجة حول نهاية العالم عام 2012.
وفي الوقت الذي تنبأ فيه البعض كما ورد في وثائقي «Timeline»؛ بأننا أخطأنا حسابات المايا لنهاية العالم وأن النهاية الفعلية هي عام 2066، أشار بعض الباحثين الآخرين إلى أن حضارة المايا ذاتها لم يرد فيها أية إشارة للنهاية الفعلية للعالم؛ وأن نهاية الدورة الطويلة لـ«تقويم المايا» لا يعني أكثر من مجرد نهاية دورة زمنية، وبداية دورة جديدة.