ماذا سيحدث لو قطعت روسيا الانترنت عن أوروبا؟
قلق عام في أوروبا وخشية كبيرة من إقدام روسيا على خطوة خطرة، وهي قطع الانترنت الواصل إليها عبر فصل كابلات الإنترنت البحرية، وهو ما سيكون له عواقب اقتصادية وخيمة حسب تحذيرات الخبراء.
وحذر تقرير نشرته صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، من المخاوف بشأن سلامة الكابلات البحرية الناقلة للإنترنت والتي توفر الاتصال بين القارات.
موضوع مثير للقلق أم تهديد حقيقي؟
يرى الخبراء في مجال الاتصالات أنه لا يمكن تخيل مدى خطورة هذا السيناريو، لكن احتمال تحققه ليس مستبعداً، ففي عام 2017 حذّر مارشال بيتش، الذي كان حينئذ رئيس اللجنة العسكرية لحلف الناتو، من أن «الاضطراب الذي قد يحدث نتيجة قطع الكابلات أو تدمير البنية التحتية للإنترنت سيكون له تأثير كارثي فوري على التجارة الدولية والإنترنت».
من جانبه، قال الأستاذ في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال الباريسية سيرج بيسانجر،«في السنوات الأخيرة، أرسلت لنا روسيا إشارات تشير إلى أنها تستطيع العثور على الكابلات وقطعها».
ماذا سيحدث لو قُطع أحد الكابلات؟
قال جان لوك فويليمين، مدير الشبكات الدولية في شركة «أورانج»، إنه لن يكون هناك مزيد من الإنترنت في أوروبا في حال قامت روسيا بقطع كوابل الانترنت.
وحذّر موريس جانيير، الأستاذ المتخصص في الشبكات البصرية واللاسلكية في شركة«تيليكوم»في باريس، من أن«العواقب الاقتصادية ستكون خطرة جدًّا إذ لن تكون البورصات الأوروبية متصلة بالشبكة العالمية، وستتوقف المعاملات الدولية، وسيكون التأثير كبيرا على شركات «غافام» «شركات الويب العالمية الخمس».
خطط بديلة غير كافية
وقال جانيير، إن هناك عدد من إجراءات الطوارئ المتبعة عند انقطاع أحد الكابلات قائلاً:«المشغلين اتخذوا الاحتياطات اللازمة، بحيث تسلك الكابلات الأولية أقصر طريق للوصول إلى وجهتها في حين يكون طريق الكابلات الثانوية مختلفًا وأطول».
لكن حسب ما أكده الأستاذ إتيان دروار، المحامي في مجال البيانات والأمن السيبراني، فإن «هذه الكابلات الثانوية لا تتمتع بالقوة نفسها، وسنجد أنفسنا سريعاً في وضع متدهور».