رئيس جمعية حماية المستهلك: أسعار المواد الغذائية لدينا أغلى من الأسواق المجاورة بـ40 بالمئة
كشف رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد العزيز المعقالي أن أسعار المواد الغذائية في سورية أعلى من معظم الدول العربية بما لا يقل عن 40 بالمئة واتضح ذلك من خلال الاتصالات التي تجري بين جمعية حماية المستهلك بدمشق وجمعيات حماية المستهلك في الكثير من الدول العربية مثل الأردن والجزائر وغيرها لكون جمعية دمشق تشغل حالياً نائب رئاسة اتحاد جمعيات حماية المستهلك العربية.
معتبراً أن الإجراءات والتصريحات الحكومية من أكثر العوامل التي تسهم في خلق فوضى في الأسواق والأسعار وأنه رغم وجود ظروف دولية ترافقت مع الحرب الأوكرانية إلا أن جملة الإجراءات والتعقيدات الحكومية وحالة التلاعب في السوق من بعض التجار لها الأثر الأكبر في ارتفاعات الأسعار الأخيرة والتي قدر أنها تجاوزت خلال الأيام الأخيرة 50 بالمئة لبعض المواد والسلع الأساسية وخاصة المواد الغذائية.
واعتبر أن الإجراءات المالية وتنفيذ تحصيل الضرائب والرسوم الحالي أسهم في تكبيل حركة النشاط الاقتصادي وخاصة لأصحاب الفعاليات الاقتصادية الهشة والتي لا تحتمل أي زيادة ضريبية إضافة لإجراءات الجمارك والحصول على إجازات الاستيراد وتنفيذها وتمويلها كله يسهم في ارتفاع التكاليف التي يتحملها في النهاية المستهلك وبين أن الفوضى في الأسواق والأسعار واضحة في مختلف الأسواق المحلية ومثال ذلك في دمشق أسعار السلع في منطقة المزة مختلفة عن منطقة الميدان والمهاجرين.
وفي اتصال هاتفي مع الدكتور علي كنعان نائب عميد كلية الاقتصاد اعتبر أن الحل في سورية يكمن في تصحيح الأجور والمعاشات وأنه في الحد الأدنى لابد من تحقيق زيادة على الأجور الحالية بما يعادل 300 بالمئة وأنه من خلال مقاربات أجريت على دراسات نفذها صندوق النقد الدولي يتضح أن الحد الأعلى للفقر هو حصول الأسرة من 5 أشخاص على دخل يعادل 2 دولار يومياً وهو ما يعادل نحو مليون ليرة لدينا وهو رقم منطقي ويمثل حداً أدنى للتتمكن أي أسرة لدينا عدد أفرادها 5 أشخاص من تأمين احتياجاتها الأساسية.
واعتبر أن الدخول الحالية تعوق حركة النشاط الاقتصادي وتحد منه لأن تدني القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من السوريين يسهم في تخفيض معدلات الإنتاج أو الخروج من عملية الإنتاج وهو ما يحصل مع الكثير من المنتجين ومثال ذلك مربو الدواجن الذين لديهم تكاليف عالية على التوازي لتدني قدرة الشراء لدى المواطنين وبالتالي تعرضهم لخسارات كبيرة.
وبيّن أن الرفع التدريجي للأجور والمعاشات من شأنه أن يخفض من معدلات التضخم التي قد ترافق هذه الزيادات في الأجور وأن معظم حالات الزيادة في الأسعار تكون عند رفع الأجور في الأول والثاني لكن بعدها تستقر الأسعار لأن الباعة والتجار في المحصلة يسعون لتصريف منتجاتهم وفي حال كانت هناك حالة منافسة تسهم في فرض حالة من التوازنات السعرية للمعروضات في الأسواق لكن تصحيح معدلات الأجور والمعاشات لا بد منه ويمثل حالة صحية مع معدلات التضخم العالية لدينا ويسهم في تنشيط حركة الإنتاج ومعالجة التشوهات الحاصلة في الاقتصاد حالياً.
الوطن